نبض سوريا - دمشق
في تطور لافت على الأرض السورية، دخلت قوات عسكرية أمريكية، مدعومة بنحو ثلاثة آلاف وسبعمائة مقاتل من "جيش سوريا الحرة" و"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، إلى مطار الضمير العسكري في ريف دمشق، وفقًا لمصادر محلية.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في الموقع، الذي يُعتبر نقطة استراتيجية تربط بين العاصمة دمشق ومدن رئيسية مثل حلب عبر الطريق الدولي M5، فضلًا عن قربه من البوابة الشرقية للعاصمة.
جاءت هذه الخطوة بعد سيطرة "جيش سوريا الحرة"، المدعوم من واشنطن، على مدينة الضمير بالكامل أمس، حيث تولى مسؤولية نشر الحواجز الأمنية وإدارة الشؤون العسكرية فيها. وتبرز أهمية المدينة، الواقعة على بعد خمسة وثلاثين كيلومترًا من دمشق، لاحتوائها على مطار عسكري حيوي، إضافة إلى موقعها الجغرافي القريب من محاور اتصال حيوية في البادية السورية.
ويُظهر التحرك الأخير توسعًا ملحوظًا لنفوذ "جيش سوريا الحرة"، الذي نجح في مد سيطرته من منطقة التنف جنوبًا إلى تدمر والسخنة والضمير، ما يعزز مكانته كفاعل رئيسي في المشهد العسكري السوري.
كما يُرافق هذا التمدد تشكيل تحالف مع "جيش الصناديد"، وهو فصيل عشائري انشق مؤخرًا عن "قسد"، في خطوة تعكس إعادة تشكيل التحالفات المحلية بدعم من التنسيق الجوي الأمريكي والبريطاني.
من جهة أخرى، تطرح هذه التطورات تحديات أمام فصائل أخرى، مثل "الجيش الوطني" المدعوم تركيًا و"هيئة تحرير الشام"، التي قد تضطر إلى مراجعة استراتيجياتها في ظل صعود قوة عسكرية جديدة مدعومة دوليًا.
كما تُثير تساؤلات حول إمكانية انضمام فصائل جنوبية حديثة التشكيل إلى هذا التحالف، مما قد يعيد رسم خريطة النفوذ في مناطق الصراع.
وفي ظل الدعم الجوي الغربي المكثف، يتوقع مراقبون أن تواجه "هيئة تحرير الشام" صعوبات في مواجهة التمدد العسكري للتحالف الجديد، ما قد يؤدي إلى تغييرات جيوسياسية تُعيد تعريف موازين القوى في ريف دمشق والمناطق المحيطة.
هل ستتمكن الفصائل المناوئة من الصمود أم أن المشهد العسكري مقبل على مرحلة تحوُّلية جديدة؟ السؤال ينتظر إجابات من ساحات المواجهات القادمة.