نبض سوريا -متابعة
شهدت مناطق متفرقة في سوريا، ليل أمس، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً تمثل بقصف عنيف طال مواقع في حماة وتدمر ودمشق، بينما تركّز الهجوم البري الأعنف على محافظة درعا، حيث تعرّضت بلدة نوى لقصف مكثف تسبّب بمقتل مدنيين وتدمير منازل.
أفاد سكان محليون من بلدة نوى بأن أصوات الدبابات الإسرائيلية اقتربت من الطريق المؤدي إلى سد الجبيلية بعد منتصف الليل، ما دفع شباباً من المنطقة إلى محاولة مواجهة التقدم العسكري عبر إطلاق نار عشوائي لإرباك القوات المهاجمة. إلا أن الرد الإسرائيلي كان عنيفاً عبر قصف مدفعي أسفر عن سقوط ضحايا، وفقاً لرواية الأهالي الذين أكّدوا غياب أي وجود عسكري سوري عن منطقتهم، ووصفوا الأحياء السكنية بأنها "مدنية بالكامل".
تحوّلت البيوت إلى خلايا استنفار، حيث فضّل العديد من السكان عدم النوم والبقاء في يقظة، مع تحضير حقائب تحتوي على المستندات والأموال والأغراض الأساسية تحسُّباً لمواجهة أسوأ السيناريوهات.
وعبّرت إحدى الشابات عن ذكريات مؤلمة عن غارات سابقة أودت بحياة نساء وأطفال، مشيرة إلى أن الخوف من تكرار المأساة جعل الأهالي في حالة تأهب دائمة، حتى مع ساعات الفجر الأولى التي شهدت استمرار القصف على أطراف البلدة.
أثارت الأحداث استنكاراً رسمياً من "الحكومة السورية" التي أمرت بسحب دباباتها والياتها من درعا باتجاه دمشق خوفا من القصف، و ناشدت المجتمع الدولي للتحرك ضد "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة"، في حين لا تزال تداعيات الليلة الدامية ماثلة في ذاكرة الأهالي الذين يترقّبون بقلق ما قد ترسمه السياسات والمصالح الدولية .