نبض سوريا - متابعة
أدانت مؤسسة أوڤك تاو للغة السريانية التصريحات الإعلامية التي أدلى بها وزير الثقافة في الحكومة السورية المؤقتة والتي تضمنت مضامين غير دقيقة ومضللة تتعلق باللغة السريانية وأصل شعب سوريا، الأمر الذي نستنكره ونرفضه بأشد العبارات.
لقد وردت في تصريحات الوزير خلال لقاء تلفزيوني في القناة السريانية "سيفه مريم الفضائية" بأن "اسم سوريا سرياني بحت" ناسفًا من ذلك استعمال الكلمة الإنكليزية "SIR" في بدايات أسماء الدول، إلا أن أصل اسم سوريا سرياني. وتشكك هذه المزاعم في تاريخية الاسم وتختزله في أصول لغوية دون الرجوع إلى المصادر العلمية واللغوية الموثوقة.
لكن الأهم بحسب المؤسسة هو إدعاء الوزير بأن "اللغة السريانية غير موجودة، وإنما هناك لهجات آرامية" وهذا قول مرفوض جملة وتفصيلاً لأنه يتناقض مع ما أقرّته الهيئات والمجامع العلمية واللغوية الدولية، كما أنه يشكل إساءة مباشرة لملايين الناطقين بها في الشرق الأوسط والعالم، وتشكيكاً في هوية شعوب كاملة تمتلك كنائسها الخاصة، وثقافتها، وهويتها، وتاريخها، ومؤسساتها الثقافية والتربوية والتعليمية.
وترى المؤسسة ان هذه المزاعم الخطيرة تشكل إنكاراً لحقائق حية في طقوس الكنائس في المجتمعات السريانية في سوريا والعراق ولبنان وتركيا والهند وأماكن الاغتراب السريانية، و"هي" في حد ذاتها أحد أهم الحضارات المتجذرة في تاريخ المشرق، وأحد أعمدة التنوّع التاريخي في المنطقة. كما يشكل إنكارها تهديداً للأكاديميين والمؤرخين والآثاريين والرساليين وذوي النسبة السريانية في عمق التاريخ وليست ذات صلة بأي مشروع أيديولوجي. إن مسألة اللغة في الشرق الأوسط لها من الحساسية ما يجعل من الواجب مقاربتها بعلمية وواقعية، تضمن صون الهوية واللغة واحترام التنوّع.
وتؤكد المؤسسة أن التصريحات الصادرة عن وزير الثقافة لا يمكن اعتبارها سوى موقف فردي غير مسؤول عن جهل غير مبرر في حيثيات الشأن السرياني والتغافل عن شأن المكونات السريانية في المجتمع السوري وعلى رأسها الشعب السرياني.
وبناءً عليه، تطالب مؤسسة أوڤك تاو ،إصدار اعتذار رسمي من قبل السيد وزير الثقافة عن تصريحاته وتصحيح المعلومات التي وردت على لسانه ومساءلة الجهة الإعلامية السريانية في "سيفه مريم" عن استضافته وتقديم معلومات غير دقيقة تمس مكوناً تاريخياً.
كما طالبت المؤسسة باالإقرار في السجلات الرسمية باللغة السريانية كلغة وطنية وثقافة تاريخية أصيلة وجمعها في السياسات التربوية والثقافية في سوريا، و محاسبة من يستخدم الخطاب القومي والشوفيني والديني في سوريا والابتعاد عن أي خطاب إقصائي أو إنكار للهوّيات.
وختمت المؤسسة بينها بالقول إن الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في سوريا لا يعد ترفاً بل هو شرط أساسي لبناء دولة ديمقراطية تعددية قائمة على الاعتراف المتبادل واحترام الآخر.