"لحظة بالغة الهشاشة"
الهجرة الأممية تستبعد "عودة واسعة" للسوريين"

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

أكدت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، استبعاد حدوث عودة واسعة النطاق للاجئين السوريين من دول الاتحاد الأوروبي إلى بلادهم في الوقت الراهن، مشيرة إلى استمرار التحديات الأمنية والوضع الهش الذي تمر به سوريا بعد سنوات من الحرب الأهلية. 

 وقالت بوب: خلال مقابلة خاصة مع شبكة "يوراكتيف" الأوروبية"، إنها "لحظة بالغة الهشاشة"، مُوضحة أن سوريا لا تزال تتعافى من تداعيات الصراع الدامي، فيما تشهد مناطق متفرقة توترات عنيفة تمنع تحقيق الاستقرار الكافي لعودة آمنة. وأضافت: "لا تزال هناك جيوب قتال ومناطق غير آمنة"، مُشددة على أن المنظمة تلتزم بضمان عودة طوعية وآمنة للراغبين دون تعريضهم للمخاطر.  


من جهة أخرى، بينت المسؤولة الأممية أن المنظمة تتماشى مع موقف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي ترى أن العودة الجماعية غير ممكنة حالياً. وأوضحت: "ننتظر تقييم شركائنا في المفوضية لمدى أمان العودة، وقد أجمعوا حتى الآن على عدم توفر الشروط اللازمة"، معتبرة أن "تحقيق عوائد واسعة أمر غير وارد في الظرف الحالي".  


وفي سياق متصل، أشارت بوب إلى أهمية دعم الحكومة الانتقالية في سوريا كعنصر حيوي لتمكين العودة، موضحة أن ذلك مرتبط بعوامل متعددة، منها رفع العقوبات الدولية لجذب الاستثمارات وإعادة الإعمار. وقالت: "رفع العقوبات عن قطاعات مثل الطاقة والنقل سيسهم في تعزيز الانتعاش الاقتصادي"، مُعربة عن أملها في أن تُترجم التخفيفات الأوروبية الأخيرة إلى خطوات ملموسة.  


وفيما يتعلق بالاجراءات العملية، دعت المديرة العامة دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني آلية "الذهاب والرؤية"، التي تسمح للاجئين بزيارة مناطقهم الأصلية لتقييم الأوضاع دون فقدان وضعهم القانوني في الدول المضيفة. وأكدت أن المنظمة تعمل على دعم هذه الزيارات عبر نقاط حدودية مع دول الجوار، مشيرة إلى وجود "مناطق آمنة نسبياً" يمكن البدء بها.  


ولفتت بوب إلى التطلعات الكبيرة لدى الجالية السورية في أوروبا للمشاركة في إعادة إعمار بلادهم، قائلة: "الكثيرون يملكون مهارات واحترافية يمكن توظيفها في البناء"، معتبرة أن توفير الأمل بمستقبل أفضل هو الشرط الأساسي لضمان عودة ناجحة، بدلاً من استراتيجيات "قد تأتي بنتائج عكسية" إذا تجاهلت تعقيدات المشهد.  


يُذكر أن دول الاتحاد الأوروبي علّقت معالجة طلبات اللجوء السورية مؤقتاً بعد التطورات الأخيرة في سوريا، فيما لا يزال ملايين السوريين نازحين داخلياً أو يعيشون في مخيمات، وسط تحديات معقدة تعيق حلحلة الأزمة الإنسانية المستمرة.