سوريا وهموم الفقر
ثلاثة أسابيع من الصمت الحكومي تثير تساؤلات المواطنين

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  خاص 

من المضحك المبكي أن يصبح السوريون، لأول مرة في تاريخهم الحديث، ينتظرون اجتماع حكومتهم بلهفة، علّهم يسمعون كلمة تُخفف عنهم عبء الحياة اليومية، حتى لو كانت وعوداً غير ملموسة. فمنذ تشكيل الحكومة الانتقالية قبل ثلاثة أسابيع، لم يُسمع منها سوى صمتٍ مُطبق، وكأنها اختارت الاحتفال بانطلاقتها بإطلاق صافرة "التأهيل" لجبل قاسيون بدلاً من إطلاق خططٍ تنقذ البلاد من الفقر المُتفاقم.  


فيما تُغلق صفحة رئاسة مجلس الوزراء السوري أبوابها الإلكترونية أمام أي تحديثات منذ 28 شباط الماضي، يتساءل المواطنون: هل تحوّلت الصفحة إلى أرشيفٍ لحكومة ولى زمنها؟ أم أنها مُجرّد إشارة إلى أن الأولويات باتت مُعلَّقة بين تجميل الجبال ونسيان معاناة الملايين؟  


لا ينكر أحد أن الوزراء يعملون خلف الكواليس، حيث تنشر صفحاتهم على "فيسبوك" صور اجتماعاتهم وجولاتهم الميدانية، لكن السوريين يريدون أكثر من ذلك؛ يريدون خريطة طريق واضحة لمواجهة الفقر الذي يلتهم البلاد، خصوصاً بعد أن طُرد آلاف العمال من وظائفهم، وتوقفت النشاطات الزراعية والتجارية التي كانت تُشكّل شريان حياة للكثيرين.  


أسئلة بلا إجابات

إلى متى ستستمر سياسة "الإجازة القسرية" للموظفين؟ وما مصير آلاف العمال الذين أُقصوا من وظائفهم؟ وكيف تُخطط الحكومة لإعادة الحياة إلى القطاعات الإنتاجية المُتوقفة، مثل الزراعة والتجارة، والتي تُشكّل عصب الاقتصاد؟ هذه الأسئلة تُطرَح اليوم على منصات التواصل الاجتماعي، بينما يلجأ السوريون إلى صفحات الناشطين مثل "شبكة أخبار الناشط أبو تقرير" بحثاً عن أية إجابات.  


في الوقت نفسه، تتسع الهوّة بين مشاريع التجميل المحدودة وخطورة الوضع الإنساني، حيث تُهمَل قرى كاملة في ريف حلب ودرعا والحسكة، وتزداد نسب الفقر بسبب غياب فرص العمل وانهيار القطاعات الحيوية.  


الحكومة الانتقالية اليوم إما أن تثبت أنها قادرة على تحمّل مسؤولية إنقاذ ما تبقى من البلاد، أو ستتحول إلى صفحة أخرى في سجلّ الإخفاقات التي لا تنتهي. والمواطنون، رغم يأسهم، ما زالوا ينتظرون… فهل من مُجيب؟