نبض سوريا - متابعة
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه رغم تهديدات ترامب بضرب إيران نجح الطرفان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات متسمان بقدر أكبر من الالحاح خلافا لاتفاق 2015 الذي كان مدفوعًا برغبة إيران في رفع العقوبات الاقتصادية.
وقالت الصحيفة أن المفاوضات هذه المرة تجرى بشكل ثنائي، بعيدًا عن صيغ "5+1" السابقة، حيث بقي الأوروبيون، وروسيا، والصين، على الهامش.
وتابعت إيران أصرت على التفاوض غير المباشر، وترامب أراد المحادثات المباشرة مما فتح الطريق الى محادثات مباشرة فعلية بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في ختام اللقاء.
ولفتت الصحيفة الى أن الإدارة الأميركية، رغم التصريحات المتشددة السابقة، أبدت استعدادًا لتخفيف مطالبها. فقد أشارت إلى أن هدفها الحقيقي هو ضمان عدم تطوير إيران لقنبلة نووية، من دون الإصرار على تفكيك كامل للبنية النووية أو إنهاء برنامج الصواريخ الباليستية، أو حتى وقف دعم طهران لحلفائها الإقليميين، موضحة أن هذه المرونة تُعزز فرص التوصل إلى اتفاق، بحسب الباحث الإيراني الأميركي البارز، ولي نصر، الذي أوضح أن طهران "تريد سماع الخط الأحمر الأميركي الحقيقي"، وإذا كان يتمثل فقط في "عدم تصنيع قنبلة"، فالمجال مفتوح للتفاوض حول تخصيب اليورانيوم، وآليات التفتيش، وغيرها من التفاصيل التقنية.
وبينت أن إيران ترى في ترامب، رغم كل شيء، شريكًا أكثر موثوقية من سلفه جو بايدن، الذي عجز، برأيها، عن حماية أي اتفاق من تقلبات الكونغرس.
وعن الموقف الإسرائيلي من المفاوضات قالت ، إنها العامل الأكثر تعقيدًا، فحكومة بنيامين نتنياهو تعارض أي اتفاق جزئي، وتطالب بتفكيك شامل للبرنامج النووي الإيراني ووقف التخصيب بالكامل، وتستند في موقفها إلى التهديدات الإيرانية السابقة بـ"محو إسرائيل"، واستطردت الصحيفة أن موقف نتنياهو لم يبدُ قوياً كما في السابق، فقد ظهر متجهمًا إلى جانب ترامب خلال إعلان الأخير عن انطلاق المفاوضات، وهو ما فسّره بعض المحللين بأنه إشارة من ترامب بأنه لا ينوي الخضوع لرغبات تل أبيب.
وختمت الصحيفة بإبراز مسوغات نجاح المفاوضات للطرفين: " فطهران تدرك أن فشل المحادثات سيضعها في موقف دفاعي، لذلك ستحرص على ألا تُحمّل المسؤولية، خاصة إن أدى الانهيار إلى نزاع عسكري واسع النطاق، أما واشنطن، فستسعى إلى ضمانات حقيقية بشأن أمن إسرائيل واستقرار المنطقة، بينما تريد طهران التزامات أميركية هذه المرة، تضمن تنفيذ الاتفاق فعليًا، دون أن يلغيه أي رئيس قادم أو يعطّله الكونغرس."