خدمات متردية وكوادر غائبة
مرضى المشافي الحكومية في دمشق يبحثون عن علاج غائب

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة 

أكد مرضى قادمون من محافظات سورية مختلفة أن المشافي الحكومية في العاصمة دمشق تعاني تردياً كبيراً في الخدمات الطبية وغياباً للأدوية الأساسية، ما اضطرهم لتحمّل تكاليف علاجهم من جيوبهم الخاصة، وسط ظروف اقتصادية صعبة.  


وقال أحد المرضى، إن نقص الإمكانيات طال حتى أبسط المستلزمات الطبية، موضحاً: "العلاج معدوم والأدوية نادرة، حتى الإبرة نضطر لشرائها من خارج المشفى الذي لا يمتلك سوى الأطباء والممرضين"، منتقداً سوء التعامل من الكوادر التمريضية.  


من جانبه، بين أحد المواطنين الذي وصل من المنطقة الشرقية ، أن اختيار المشافي الحكومية جاء بحثاً عن تكاليف أقل، لكنه فوجئ بطلب إجراء التحاليل والصور الطبية خارجها، مشيراً إلى أن "أقل تحليل يتجاوز 100 ألف ليرة، بينما تصل كلفة الصور الطبية إلى ملايين الليرات".  


وأوضح خضر عدنان الخلف، القادم من دير الزور، أن ابنته تتلقى العناية الطبية في مشفى الأطفال، لكن نقص الدواء اضطرهم لشراء السيروم والبلاستر من الصيدليات، داعياً وزارة الصحة إلى توفير الحد الأدنى من المستلزمات.  


عقوبات وتهالك البنية التحتية 

بدوره، أكد الدكتور عثمان حمدان، المدير الطبي لمشفى الأطفال بدمشق، أن المؤسسات الصحية الحكومية تعاني تهالكاً كبيراً في البنية التحتية، مع صعوبة استيراد الأجهزة الطبية بسبب العقوبات، مشيراً إلى أن "نقص التمويل أدى إلى تراجع الإنتاج المحلي للأدوية، ما أثر على توفير حتى المواد الأساسية مثل الكحول والمحاقن".  


وأشار حمدان إلى أن المشافي لا تستطيع تأمين أكثر من 10 إلى 20% من الأدوية السرطانية، مبيناً أن غالبية المواطنين أصبحوا عاجزين عن تحمل تكاليف العلاج.  


عقوبات تعيق الاستيراد وتوقف المعامل  

من جهته، أوضح زهير قراط، مدير التخطيط في وزارة الصحة، أن العقوبات الدولية تسببت بتوقف عشرات المعامل الدوائية المحلية، وأعاقت استيراد الأجهزة المتطورة مثل أجهزة التصوير الطبقي، لافتاً إلى أن "رفع العقوبات عن بعض المنشآت الطبية لم يُترجم عملياً، حيث مُنع تحويل أموال لشراء أجهزة لمشفى الأطفال رغم الاتفاق المسبق".  


وكشف قراط عن دراسات لتأمين الأدوية عبر تعزيز الإنتاج المحلي والتعاون مع شركاء دوليين، لكنه بين أن ذلك لن يغطي أكثر من 30% من الاحتياجات، خاصة مع توقف المساعدات الإنسانية وتأثير القيود على البنك المركزي.  


هكذا تتحول معاناة المرضى في المشافي الحكومية إلى تحدٍ يومي، بين غياب الدعم وارتفاع التكاليف، في ظل أزمة اقتصادية تتفاقم تحت وطأة العقوبات الدولية.