نبض سوريا - خاص
أكد مراقبون أن سوريا دخلت مرحلة جديدة من التدهور مع تصاعد نفوذ فصائل مسلحة عرفت بـ"حكم الشرع"، التي فرضت سيطرتها على مفاصل الدولة بواسطة السلاح، مصحوبة بموجة عنف غير مسبوقة وتراجع حاد في الخدمات الاساسية.
وبينت تقارير محلية أن المناطق الساحلية وتلك ذات الغالبية العلوية تشهد تصاعدا مقلقا في معدلات الجرائم والاختطاف، وسط غياب أي تدخل رسمي لاحتواء الأوضاع، رغم مناشدات المواطنين المتكررة.
وأوضح نشطاء أن الانتهاكات تواصلت دون رادع، في ظل صمت مريب من الأجهزة الامنية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر ميدانية عن امتداد تأثير العنف إلى القطاع الزراعي، حيث تعرض مزارعون لاعتداءات مسلحة أودت بحياتهم، بينما تركت حقولهم مهملة بعد أن كانت مصدر رزق الاف الاسر.
وأشار متحدثون أن المشهد بات يعكس ماساة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم.
وفي إطار متصل، أوضح معلمون ومنظمات إغاثة أن العملية التعليمية تعطلت بشكل شبه كامل في مناطق سيطرة هيئات مسلحة، ما أجبر أطفالا على ترك مدارسهم هربا من اشتباكات عشوائية لا تميز بين مدني ومقاتل.
وقالت مصادر تربوية: "تحول التعليم من أداة لبناء الأوطان إلى رفاهية مستحيلة".
كما أشارت تقارير طبية إلى تدهور خطير في القطاع الصحي، بعد تعرض أطباء وممرضين لاعتداءات جسدية ولفظية متكررة، مع غياب أي آلية لمحاسبة المعتدين.
واكدت مصادر مستشفيات: "لم نعد قادرين على تأمين الحد الأدنى من الخدمات".
وفي ختام تقييم الوضع، بين محللون أن سوريا تعيش انهيارا شاملا للدولة، حيث طويت صفحات التعليم والصحة والزراعة، لتبقى صور القرى المهجورة والمدارس المغلقة شاهدة على واقع يدفع فيه المجتمع نحو الهاوية.