نبض سوريا - حماة
أفادت مصادر محلية باندلاع موجة اعتداءات ممنهجة على الأراضي الزراعية في منطقة الغاب بريف حماة، حيث قامت جماعات بدوية بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الخصبة بشكل غير قانوني، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الأمن المعيشي للأهالي.
ووفقاً للشهود، قامت هذه الجماعات بنصب الخيام وإطلاق مواشيهم للرعي في الحقول المزروعة، ما أدى إلى إتلاف محاصيل زراعية حيوية تعتمد عليها عشرات العائلات في تأمين قوتها اليومي. وأكد المزارعون أن هذه التعديات تُهدد استقرار المنطقة بأكملها، وتُعمق من معاناتهم الاقتصادية في ظل غياب آليات الحماية الرسمية.
وتفاقمت الأزمة بعد مواجهات بين الأهالي والمجموعات المعتدية، حيث تعرض السكان لتهديدات مسلحة علنية عند محاولتهم الاعتراض على الاستيلاء على أراضيهم. وأشارت تقارير إلى أن العنف لم يقتصر على الرجال، بل شاركت نساء من تلك الجماعات في عمليات الترهيب، حيث ظهرن حاملات للسلاح في مشاهد وصفتها المصادر بـ"المستفزة"، مما أثار استنكاراً واسعاً.
فيما حذّر نشطاء من تحول الأزمة إلى كارثة إنسانية في ظل تزايد أعداد العائلات المهددة بالنزوح، ودعوا الجهات الحكومية والأمنية إلى التحرك العاجل لوقف التعديات وفرض القانون. وأكدوا أن استمرار التردد في التعامل مع الأزمة يُغذي انعدام الثقة بين السكان والسلطات، ويُهدد بانهيار النسيج الاجتماعي في المنطقة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق ريفية سورية عدة نزاعات مماثلة على الأراضي، وسط غياب سياسات واضحة لإدارة الموارد وحماية حقوق المزارعين، مما يُنذر بتصاعد غير مسبوق في حدة التوترات المحلية.
