نبض سوريا - متابعة
أكد الكاتب والمحلل السياسي مالك الحافظ أن حديث السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن حق الشعب السوري في قيادة شفافة وقابلة للمساءلة يعكس رؤية أميركية مشروطة للسلطة الانتقالية في سوريا.
وأشار الحافظ إلى أن هذا التصريح يمكن قراءته في سياق معادلة مزدوجة: من جهة، يشير إلى سقف التوقعات الأميركية المرتفع من السلطة الانتقالية، والذي يتضمن ضرورة تبني نهج مناهض للإرهاب، والالتزام بمبادئ عدم الاعتداء الإقليمي، وحماية الحريات الأساسية للشعب السوري. ومن جهة أخرى، يشكل هذا التصريح تلويحا غير مباشر بمسؤولية قانونية وأخلاقية ستكون على عاتق السلطة الانتقالية إذا ما أخفقت في الوفاء بهذه الشروط. وهذا قد يفتح الباب لمراجعات محتملة للدعم الدولي أو لإعادة ضبط المواقف السياسية تجاهها.
وأكد الحافظ أن التصريح الأميركي يضع السلطة الانتقالية أمام معادلة شرعية مشروطة بمسؤوليات أمنية وسياسية ثقيلة، مشيرا إلى أن الدعم الدولي لن يكون مفتوحا أو غير مشروط. وهو يعبر عن تصور حذر للانتقال السياسي، يعترف بالتغيير، لكنه يضع سقفا عاليا للقبول بشرعية السلطة الانتقالية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يواجه السوريون تحديات كبيرة في بناء شرعية السلطة المؤقتة. وبينما تخضع السلطة لضغوط الداخل وتطلعات الخارج، سيكون من الضروري لها إثبات قدرتها على تحقيق الحد الأدنى من الأمن والسيادة، وإرساء دولة قانون قادرة على تلبية طموحات السوريين الذين دفعوا ثمنا كبيرا خلال عقد من الأزمة.