نبض سوريا - متابعة
قال قادة الطائفة الدرزية في سوريا إن الهجوم المسلح الذي استهدف مدينة جرمانا بريف دمشق كان "غير مبرر"، واتهموا السلطات السورية بتحمّل المسؤولية الكاملة عن التصعيد وما قد يترتب عليه من تفاقم للأزمة. ووفقًا لما نقلته "تايمز أوف إسرائيل"، أشار القادة إلى أن الهجوم استهدف مدنيين أبرياء وبثّ الذعر في صفوف السكان.
الاشتباكات اندلعت عقب انتشار تسجيل صوتي منسوب لرجل دين درزي، اعتُبر مسيئًا للنبي محمد، ما أثار موجة غضب وتحريض طائفي على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد الطائفتين الدرزية والعلوية. وتحوّل هذا الغضب سريعًا إلى مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين والمقاتلين.
الشيخ الدرزي يوسف جربوع شدّد، بحسب"ذا كرديل"، على أن الإساءة المزعومة لا تعبّر عن موقف الطائفة، وأدان الدعوات التحريضية التي وصفها بمحاولة متعمدة لإشعال الفتنة بين مكونات المجتمع السوري. بدوره، نفى الشيخ مروان كيوان، الذي نُسب إليه التسجيل، مسؤوليته، واعتبر أن ما حصل محاولة لإشعال الفتنة، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن كيوان ليس مصدر التسجيل.
من الواضح أن إسرائيل، التي تراقب عن كثب تفكك الدولة السورية، قد تجد في هذا الحدث فرصة استراتيجية. فبين خطاب "حماية الأقليات" ورغبتها في توسيع نفوذها الأمني في الجنوب السوري، قد تستخدم تل أبيب هذه الاشتباكات كذريعة لتبرير تدخل عسكري أو حتى إقامة منطقة عازلة بحجة "منع المجازر" ضد الدروز.
هذا التدخل المحتمل لا ينبع فقط من حرص مزعوم على حقوق الإنسان، بل يخدم أيضًا رؤية إسرائيل الاستراتيجية بتقسيم سوريا إلى كيانات طائفية متنازعة.