عاصمة الأزمات تشهد فصلًا جديدًا
سكان الزهريات بين التهجير وغياب البدائل

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 

أكد سكان منطقة "مساكن الزهريات" في العاصمة السورية دمشق تعرُّضهم لتهديدات متصاعدة بالإخلاء القسري من منازلهم، دون ضمانات تُذكر لتعويضات قانونية أو توفير حلول سكنية بديلة.


 وقال أهالي المنطقة إن "جهات مسلحة فرضت إنذارًا نهائيًا لمغادرة المساكن قبل الخامس من أيار الجاري، مع تحذيرات صريحة باستخدام القوة في حال رفض الامتثال".  


وبحسب مصادر محلية، تُرافق هذه التهديدات ضغوطٌ نفسية ممنهجة، خلقت حالة من الرعب بين الأسر، لا سيما بين الأطفال والنساء وكبار السن، فيما يُحاول السكان الذين يمتلكون وثائق قانونية تثبت ملكية منازلهم منذ عقود، حث الجهات الرسمية على التدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ"التهجير التعسفي".  


وأوضح الأهالي أن "منطقتهم تضم عشرات المنازل المشيدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، مؤكدين حيازتهم لوثائق رسمية تدعم حقوقهم، بما فيها أحكام قضائية وسجلات خدمات أساسية كالمياه والكهرباء. ومع ذلك، بينوا أن تهديدات الإخلاء تستند إلى مزاعم غامضة ترفض الاعتراف بشرعية وجودهم، ما يزيد من مخاوف فقدان المأوى دون سند قانوني واضح".  


من جهته، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تحرك عاجل لوقف عمليات الإخلاء القسري، مؤكدًا أن مثل هذه الإجراءات تُشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية التي تُلزم الدول بتوفير الحماية والسكن الآمن للمتضررين.  


يأتي هذا التصعيد في ظل أزمة سكن خانقة تعيشها العاصمة دمشق، حيث تفاقمت أعباء الإيجارات وانهارت خيارات الإسكان الآمن، ما يُنذر بكارثة إنسانية في حال تنفيذ عمليات التهجير دون حلول جذرية.  


وبين السكان أن غياب الحوار مع الجهات المعنية يزيد من تعقيد الأزمة، مطالبين بضمان حقوقهم السكنية والاعتراف بوثائقهم القانونية قبل فوات الأوان. في حين لا تزال أصواتهم تنتظر ردًّا يُعيد الأمل بوجود حلول عادلة تُجنبهم مصير التشرد.