نبض سوريا - متابعة
أعلنت القنصلية السورية في إسطنبول، أمس الاثنين، عن عطلة رسمية دون الإشارة إلى مناسبة عيد الشهداء التي تصادف الـ6 من أيار من كل عام، مبرّرة القرار بـ"أسباب إدارية"، في تجاهل واضح لأحد أهم الأيام الوطنية في الذاكرة السورية.
وكانت القنصلية قد دأبت في السنوات السابقة على الإشارة الرسمية إلى هذا اليوم الذي يصادف السادس من أيار من كل عام، ويعد رمزاً لنضال الشعب السوري ضد الاستعمار والاحتلال.
وفي السياق نفسه، تجاهلت وسائل الإعلام التابعة لسلطة دمشق المناسبة، ولم تذكرها أو تُفرد لها أي تغطية، رغم رمزيتها التاريخية والوطنية، لا سيما في مواجهة إرث الاحتلال العثماني، الذي أعاد السوريون استحضاره عبر هذه الذكرى منذ عام 1916، عقب قيام المتزعم العثماني جمال باشا "السفاح" بإعدام 21 من الشخصيات الوطنية السورية واللبنانية في ساحتي المرجة بدمشق والبرج في بيروت، بسبب مطالبتهم بالاستقلال.
ويُعتبر السادس من أيار، منذ عام 1946، أول مناسبة وطنية تحتفل بها سوريا بعد جلاء آخر جندي فرنسي عنها، ليُصبح هذا اليوم امتداداً لذكرى الشهداء الذين سقطوا في مواجهة كل أشكال الاحتلال والاستبداد، داخلياً وخارجياً.
ويرى متابعون أن تغييب ذكرى عيد الشهداء في إسطنبول يعكس انصياعاً سياسياً واضحاً من قبل سلطات دمشق، ويثير تساؤلات جدية حول أولوياتها الوطنية.