نبض سوريا - متابعة
أكدت مصادر محلية في محافظة السويداء، استمرار عودة أبناء الطائفة الدرزية من طلاب الجامعات إلى قراهم وبلداتهم، قادمين من جامعات حلب وحمص ودمشق ومناطق أخرى، وسط مخاوف من اعتداءات طائفية، وذلك على خلفية التصعيدات الدامية التي شهدتها مناطق جرمانا وصحنايا والسويداء قبل أسبوع.
وأوضحت المصادر أن قرابة 300 طالب من أبناء المحافظة في جامعات حلب، بينهم طالب مصاب، تم إجلاؤهم بشكل جماعي، الأربعاء، بعد تحسن الظروف الأمنية على طريق دمشق - السويداء، نتيجة انتشار القوى الأمنية.
ونقلت مراسلة وكالة "نبض سوريا"، في وقت سابق أن "محاولات عودة الطلاب بدأت منذ اندلاع التصعيدات، خاصة بعد تعرض أحد الطلاب لاعتداء بالطعن على يد طلاب آخرين، مشيرة إلى تعثر عمليات العودة سابقًا بسبب تردي الأوضاع الأمنية".
من جهة أخرى، انتشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه طلبة السويداء في جامعة دمشق يغادرون المدينة الجامعية بعد ان تكررت الإشكالات في الجامعات، والتي أسفرت عن إصابات، و أدت إلى تشكيل حالة خوف من الأهالي على أبنائهم في ظل تأجيج المشهد عبر طلبة طائفيين.
وفي سياق متصل، قال "ليث البلعوس"، نجل مؤسس حركة "رجال الكرامة"، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، إن "عصابات خارجة عن القانون" اعتدت مؤخرًا على أبناء المحافظة، ما دفع الحركة إلى تفعيل دور الضابطة العدلية بالإشراف المحلي. وأضاف أن الحركة ترفض الطائفية جملةً وتفصيلًا، وتعمل على ضبط الحدود الإدارية للسويداء، وردع العصابات المهددة للأمن.
بدورها، دعت مشيخة العقل إلى تعزيز دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في المحافظة، مع تشكيل كوادر أمنية من أبنائها لتعزيز الثقة، مطالبة الدولة بتحمُّل مسؤوليتها في تأمين طريق السويداء - دمشق بشكل دائم.
وأكد بيانٌ صادرٌ عنها أن بسط الأمن "واجب سيادي"، داعيًا إلى تجاوز الفتن الطائفية و"مخلفات الجاهلية"، والحفاظ على سوريا وطنًا موحدًا لجميع مكوناته.
يأتي هذا في ظل تحذيرات من استمرار تدهور الواقع الأمني، وعدم قدرة الجهات غير الأمنية على كبح التصعيدات الطائفية، ما يضع علامات استفهام حول فاعلية الإجراءات الرسمية في حماية الأقليات، وسط مشاهد متكررة لتهجير قسري تحت وطأة العنف المذهبي.