نبض سوريا - متابعة
تصاعدت حدة الجدل حول اختفاء الطالبة السورية ميرا خليل ثابت، بعدما هاجمت الفنّانة يارا صبري الرواية الرسمية التي أفادت بترك الفتاة منزلها طواعيةً للزواج "عشقاً"، واصفةً إياها بـ"السرد المُهين" الذي يفتقر لأدنى مقوّمات المصداقية.
وأكّدت صبري في منشور عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، "باعتبارنا مهابيل بالجملة كشعب سوري، منتظر مننا نصدق أن صبيةً قرّرت الهرب مع مجاهد لطيف وتتزوجه بعيداً عن أهلها؟"، مُضيفةً: "حتى مع شعب المهابيل، ياريت تلاقوا شي تخريجة تانية... على الأقل احترموا جدبتنا بفرنكين".
كما أوضحت الفنانة تناقض الرواية الرسمية مع الأصول الشرعية، متسائلةً: "هل يُعقل زواج قاصر دون ولي أمرها؟"، في إشارةٍ إلى انتهاك الرواية المذكورة للشروط القانونية والدينية التي تُحكم الزواج في سوريا، حيث يُشترط موافقة الولي لضمان شرعيته.
من جانبها، لم تُقدّم وزارة الداخلية التابعة لسلطة الأمر الواقع أي أدلة ملموسة تدعم روايتها، والتي نفت فيها عملية الاختطاف، بينما تداول نشطاء وشهود عيان رواياتٍ عن اختطاف الفتاة بواسطة مسلّحين قرب مسجد الهداية في قدسيا، وسط مزاعم عن استخدام سيارة ذات لوحات طرطوسية.
وتأتي الحادثة في سياقٍ مُتكرر لاختفاء فتيات من الطائفة العلوية في الساحل السوري وريف حماة وحمص، وسط اتهاماتٍ بتقصير السلطات في فتح تحقيقاتٍ شفافة، ما دفع الناشطين لإطلاق هاشتاغ #ماخلصت_الحكاية، الذي حصد تفاعلاً واسعاً من شخصيات فنية وحقوقية، تعبيراً عن رفض الصمت تجاه انتهاكات تُهدّد أمن السوريات وحقوقهن.
وبينما يُواصل الرأي العام البحث عن الحقيقة عبر منصات التواصل، تبقى قضية ميرا ثابت اختباراً جديداً لمدى مصداقية الخطاب الرسمي، وقدرة المجتمع على مواجهة "الكذبة المُفتقرة للحبكة"، كما وصفتها صبري.