نبض سوريا - متابعة
في تطور أمني جديد يشهد توترات متزايدة في ريف طرطوس، وبحسب مصادر محلية تم إرسال رسائل تهديد إلى أهالي قرى الخربة وميعار ويحمور، تتضمن إعطاءهم مهلة قصيرة لدفع مبلغ قدره 500 ألف دولار، في مقابل تجنب حملة عسكرية متوقعة ضدهم. وقد وردت هذه الرسائل عبر البريد الإلكتروني ومن مصادر محلية، مما أثار قلقا واسعا بين السكان حول الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ووفقا للمصادر نفسها، قام مسلحون بالتحرك نحو القرى المستهدفة، حيث تم الاستيلاء على سيارات من أمام المنازل، وذلك في إطار عملية ابتزاز واسعة تهدف إلى جمع الأموال تحت التهديد.
وذكر شهود عيان أن هذه الحملة المصحوبة بالتهديدات كانت محاطة بعبارات طائفية واضحة، ما يعكس تصعيدا في الخطاب الطائفي في المنطقة.
ويأتي هذا التهديد في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات الأمنية في مناطق ريف طرطوس، بالتوازي مع تحركات مسلحين تابعين لمختلف الفصائل التي تسعى للسيطرة على المنطقة. ويخشى العديد من المواطنين أن تكون هذه الحملة جزءا من صراع طائفي أكبر يتم تنفيذه تحت ذرائع مالية وعسكرية، ما يهدد استقرار المجتمع المحلي ويزيد من حالة الانقسام الطائفي في المنطقة.
وقد أفاد العديد من أهالي القرى المستهدفة بأن الوضع أصبح لا يطاق، في ظل الشعور المتزايد بعدم الأمان. هذا بالإضافة إلى الضغط النفسي على السكان المحليين الذين يواجهون تهديدات مستمرة من جماعات مسلحة تسعى لتحقيق أهدافها عبر ترويع السكان وفرض فدية مالية عليهم.
وفي إطار هذا التصعيد، يطالب السكان المحليون بسرعة تدخل الجهات المعنية لوقف هذه التهديدات وحماية المدنيين في القرى التي تعيش حالة من الرعب والخوف الدائمين. وبالرغم من التصعيد المستمر في المنطقة، فإن الدولة تبدو غائبة عن القيام بواجباتها في تأمين المدنيين وحمايتهم من هذا النوع من الابتزاز. هذه الحوادث تثير تساؤلات مشروعة حول دور سلطة الأمر الواقع في فرض الأمن والقانون على الأراضي الخاضعة لسيطرتها.