وقرارات كارثية تهدد مستقبل الساحل السوري
حكومة الأمر الواقع تدمر الشجر والزراعة في ريف بانياس

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

في ظل استمرار الانتهاكات المستمرة بحق العلويين ، وتحت وطأة سلطات الأمر الواقع في دمشق، تشهد مناطقهم موجة جديدة من الهجمات على الموارد الطبيعية، كان أبرزها في ريف بانياس والساحل السوري.


 ففي خطوة وصفت بأنها "كارثية" من قبل المزارعين المحليين، أعلن مدير الموارد المائية في حكومة دمشق عن إيقاف ضخ مياه نهر الكبير الشمالي إلى خطوط السقي، مبرراً ذلك بتحويل المياه بالكامل لاستخدام الشرب فقط.


 هذا القرار، الذي وصفه الفلاحون بالاستهداف المباشر للزراعة في الساحل السوري، يهدد بموت مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية مثل الحمضيات والمحاصيل الأخرى، مما يضع مئات آلاف العائلات أمام خطر فقدان مصدر رزقهم.


وفي ذات السياق، تحدث الناشط السياسي أنور عطا الله عن سياسة تدمير الأشجار التي طالت أطراف الطرقات وأمام المنازل، حيث تم قطع الأشجار المثمرة التي كانت في موسمها، في مشهد يعكس مدى الإصرار على إطفاء الحياة بكل أشكالها.


 وقال عطا الله غي منشور على صفحته على فيس بوك تابعته "وكالة "نبض سوريا""حتى الشجر يريدون قتله... كل ما فيه روح وحضارة لديهم أوامر بإفنائه... لو صح لهم لاغتالوا الجبال ذاتها والوديان والزيتون".


 هذا التصعيد لا يقتصر على تدمير الموارد الطبيعية فحسب، بل يطال أيضاً أبسط مقومات الحياة في المناطق التي شهدت أكثر الانتهاكات.


وبينما يعاني السوريون من قتل ممنهج للبشر والشجر، يبدو أن استراتيجية القتل والتدمير أصبحت سياسة معتمدة من قبل سلطة الجولاني في دمشق، التي باتت تضع كل شيء أمامها لتدميره.


 هذه السياسة لم تقتصر على الإنسان، بل طالت كل ما له علاقة بالحياة والعمران.


وفي ظل هذه الأوضاع، يعبر عطا الله عن استيائه من واقع العلويين في سوريا الذين "يجب عليهم الموت بصمت"، حيث يشير إلى محنة العائلات العلوية التي تعيش في ظروف مأساوية تحت هذه السلطة المدمرة. "يموتون قتلاً بالرصاص بصمت، يموتون قهراً باختطاف أبنائهم، يموتون فقراً بطردهم من وظائفهم، ويموتون جوعاً بتدمير زراعتهم".


يقول عطا الله، مذكراً في الوقت ذاته بالواقع المأساوي للمجتمع السوري الذي يعاني على مختلف الأصعدة.


كما أضاف عطا الله أن مشفى الكندي في حلب، والذي كان يُعد من أكبر المستشفيات المتخصصة في علاج السرطان في الشرق الأوسط، قد تعرض للتحويل والتدمير خلال سنوات الحرب، في تدمير ممنهج للإنجازات الطبية والإنسانية في سوريا. 


وأوضح أن هذا التدمير ليس فقط للحجر، بل أيضاً للعلم والمعرفة والقيم الإنسانية التي كانت سائدة في عهد نظام الأسد .



ليختم عطا الله بالقول إن ما يحدث في ريف بانياس والساحل السوري يعكس صورة قاتمة لما آلت إليه سوريا في ظل نظام يعجز عن توفير الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية لمواطنيه. ومع كل يوم جديد، يزداد الوضع سوءا في ظل تدمير ممنهج لكل شيء، بدءا من الإنسان وانتهاء بالبيئة، ما يترك آلاف العائلات السورية في دائرة مفرغة من المعاناة المستمرة.