سواد الساحل... جراح لا تندمل وقلق لا ينام

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

أكد الكاتب علي الكرملي أن جراح أهالي الساحل السوري لا تزال مفتوحة رغم مرور أكثر من شهرين على المجازر التي هزّت المنطقة، مشيراً إلى أن مشاهد الحداد والسواد التي تكسو ملابس النساء والرجال تكشف عمق الألم والخوف المتجذّر في النفوس، خصوصاً مع تزايد نفوذ المسلّحين الأجانب في مناطقهم.


وقال الكرملي في مقال له، تابعته وكالة "نبض سوريا"، إن الحضور الكثيف للمسلّحين الأجانب، الذين يتركز وجودهم في ريف جبلة واللاذقية وطرطوس، يثير قلق السكان، ويحول حياتهم اليومية إلى مشهد من الترقب والتوجّس، خاصة في ساعات المساء.


وبيّن أن هذا القلق يرتبط أساساً بالخوف من الممارسات التي يُتهم بها بعض هؤلاء المسلّحين، خاصة عند توقيف المدنيين وسؤالهم عن انتماءاتهم الطائفية، وهو ما يؤدي إلى معاملة قاسية قد تصل حد القتل، وفق تقارير صحفية عربية.


وأوضح أن هذا الواقع انعكس بشكل واضح في شهادات محلية، أبرزها شهادة الصحفية زينة ارحيم التي زارت اللاذقية مؤخراً، ورصدت خلالها مشاعر الحذر والخوف التي تطغى على حركة الناس في الشوارع، وخصوصاً مع حلول الليل، حيث تتحوّل المدينة إلى مسرح للصمت المريب.


وتابعت الصحفيه زينة ارحيم وصف المشهد، _حسب مقال الكرملي_ مؤكدة أن حتى الكورنيش البحري الذي كان يوماً متنفساً للسكان، بات الآن مهجوراً ليلاً، حيث يغادره الباعة فور غروب الشمس، بينما تنعكس مشاعر الخوف في نظرات الناس وسلوكياتهم، حتى تجاه السيارات القادمة من خارج المحافظة.


وبيّنت ارحيم في شهادتها أن نساء الساحل يرتدين السواد الكامل، يمشين بسرعة ووجوههن تفيض بالحزن، في مشهد يومي يعكس عمق المأساة التي خلّفتها المجازر الأخيرة، مضيفة أن كل من تحدّثت معهم من العاملين في الفنادق والمراكز التدريبية لديهم قصص مؤلمة عن فقدان الأحبة والقلق من العودة إلى قراهم.


وأشار الكرملي إلى أن تقارير عدّة أوضحت أن المسلّحين الأجانب لا يخضعون فعلياً لسلطة الأمن العام، ما يعمّق أزمة الثقة بين الأهالي ومؤسسات الدولة، ويجعل من كل حادث فردي مؤشراً على غياب الأمان، كما حدث مع أحد باعة الكحول الذي تلقى تهديداً من أحد "المهاجرين".


ولفت الكاتب إلى أن شرطاً أميركياً سابقاً لرفع العقوبات عن سوريا تضمّن إخراج المسلّحين الأجانب من المؤسسات العسكرية السورية، إلا أن الواقع يسير بعكس ذلك، حيث تم ترقية عدد منهم وتسليمهم مناصب قيادية حساسة، ومن بينهم أردنيون وألبان وأتراك ومصريون وتركستان وطاجيك.


وفي ختام تقريره، أوضح الكرملي أن أهالي الساحل السوري لا يطلبون سوى استعادة السيطرة من قبل الأمن العام السوري، وإخراج المسلّحين الأجانب من مناطقهم، مؤكداً أن بقاء الإيغور والتركستانيين والأوزبك في هذه المناطق يُبقي الخوف سيّد المشهد، ويجعل من عودة الحياة إلى طبيعتها أمراً بالغ الصعوبة.