نبض سوريا - اللاذقية
أفادت مصادر أهلية في اللاذقية أن فصائل تابعة لحكومة الأمر الواقع في دمشق، عملت منذ اليوم الأول لسقوط النظام على غزو المحافظة بشكل ممنهج وخطير، تسعى من خلاله إلى تغيير هوية المحافظة وتغيير تركيبته السكانية، وخاصة المناطق القريبة من البحر.
سطو مسلح جهاراً نهاراً
وبحسب المصادر فإن "هذه المجموعات عملت في منطقة دمسرخو على الاستيلاء على مصادر رزق الناس بقوة السلاح والترهيب وصادرت شاليهات لهم وبسطات كانوا يسترزقون منها في مواسم السباحة كما منعتهم من الصيد والنزهة، وسلمت كل هذه المصادرات إلى الوافدين الجدد من إدلب وباتوا يتصرفون بها وفق مزاجهم دون اعتبار لاصحابها الأصليين، في مشهد يعكس عقلية حكام سوريا الجدد".
وبينت أن " هذه المجموعات سطت منذ اليوم الأول لها في اللاذقية على قوارب الصيد و (jetskis) التي كانت مورد رزق أساسي لعائلات كثيرة، أُخذتها منهم بالقوة ودون أي تعويض أو محاسبة.
وتابعت المصادر أنه "حتى البيوت والفيلات في المروج وقرب رأس شمرا لم تسلم، إذ جرى الاستيلاء على بعضها علنًا وبلا أي اعتبار للقانون أو لأصحاب الحق".
الصمت مقابل الحياة
وأوضحت المصادر أن هناك ما يشبه "اتفاق هدنة غير معلن" بين بعض مؤسسات الدولة الجديدة وأهالي دمسرخو، شروطه "لا تعترضوا علينا، ولن نؤذيكم".
لكن الواقع مغاير تماماً فالانتهاكات مستمرة، والأملاك تُسلب، والأصوات تُخنق، وكأن السكوت اصبح شرطًا للبقاء، فبات السكان في تلك المناطق مسلوبي الرزق والصوت .
فوضى تنذر بخراب
ويرى مراقبون ونشطاء أن ما يجري في الساحل السوري ليس مجرد فوضى، بل جريمة ممنهجة تمسّ الوجود والكرامة، لا تهدد فقط أهالي دمسرخو، بل تنذر بكارثة تطال هوية الساحل بأسره، وتثبت أن الحكام الجدد لا يتعاملون بمنطق الدولة التي تريد أن تؤسس وتبني وتحفظ الحقوق، بل توحي بأنها عصابات تمتهن السطو والتشليح دون أي اعتبار للقانون وحقوق الأفراد.