نبض سوريا -
حادثة التسمم الجماعي التي ضربت معسكر الغزاوية التابع للفرقة 64 في ريف حلب الغربي، أمس الخميس، ليست مجرد خبر عابر عن فساد إمدادات غذائية أو سوء تخزين. إنها حلقة جديدة في سلسلة سوداء من الفضائح والانتهاكات التي تلاحق بعض التشكيلات العسكرية للنظام السوري.
مشفى الكنانة في بلدة دارة عزة غصّ بالمصابين، معظمهم من عناصر الجيش، بينما تصاعدت التكهنات حول السبب: فساد مواد غذائية نتيجة الإهمال وارتفاع درجات الحرارة، أو ربما عملية مدبرة لإحداث الضرر من الداخل. أيًّا كان الجواب، المؤكد أن الثقة في هذه الوحدات باتت في الحضيض.
هنا، يبرز سجل لا يمكن تجاهله: الفرقة 62، المرتبطة بالقيادة العسكرية ذاتها، متهمة في تقرير رسمي للأمم المتحدة بارتكاب مجازر مروعة في الساحل السوري. وإذا كانت وحدات متهمة بجرائم حرب تدير مناطق ومعسكرات، فهل من المستغرب أن نرى فسادًا، تسممًا، أو حتى جرائم داخلية؟
ما حدث في الغزاوية ليس فقط قصة جنود وقعوا ضحايا سوء تخزين أو طعام فاسد، بل هو مرآة تعكس منظومة أوسع من الإهمال الممنهج، الفساد العميق، وربما التصفية الداخلية. وفي بلد تحكمه عقلية الإفلات من العقاب، تبقى الإجابة عن سؤال “حادث عرضي أم جريمة متعمدة؟” مرهونة بمدى رغبة النظام في كشف الحقيقة… وهي رغبة، كما يعرف السوريون جيدًا، نادرة الوجود.