نبض سوريا - متابعة
حذر قيادي سابق في جبهة النصرة من أن مجزرة السويداء تشكل نقطة تحول مفصليّة في المسار السوري،مؤكداً أن البلاد تقف على أعتاب "سيناريو خطير" قد يؤدي إلى تقسيمها وتفجير حرب انتقامية طائفية مُرعبة، وذلك في تحليل موسع نشره عبر منصاته الخاصة.
أدلى صالح الحموي، القيادي السابق في جبهة النصرة ومدرس في العلوم السياسية، بشهادته وتحليله للوضع السوري في أعقاب أحداث السويداء الدامية، معتبراً إياها بداية مرحلة جديدة لا تُبشر بالخير.
وأكد الحموي، الذي يدير الآن حساباً يحمل اسم "أس الصراع في الشام"، أنه سبق وأن حذر من أن أحداث السويداء ستؤدي إلى استعانة أهاليها بقوى خارجية والخروج عن سلطة الدولة المركزية، وهو ما تحقق برأيه.
ولفت إلى أن اتفاق آذار كان "غير حقيقي"، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) استبدلت الدعم الأمريكي بالتحالف مع روسيا وإسرائيل، بينما تستمر فصائل السلطة، على حد تعبيره، "بوعود كاذبة" بالقضاء على قسد.
وتطرق الحموي إلى التغير في الموقف الدولي، مفيداً بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، تعرض لانتقادات حادة من مؤسسات أمريكية بعد أحداث السويداء، التي قدمها الوزير الإسرائيلي له على شكل فيديوهات "مرعبة" عن الفظائع التي ارتكبت، مما أدى إلى إضعاف موقفه وتسليم الملف السوري فعلياً إلى مساعد نائب الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب.
وحذّر الحموي من أن المخططات الدولية تسير نحو "اقتطاع الأطراف" مثل الساحل ومناطق الأكراد، وحصر السنة في حماة وحمص ودمشق، ثم إطلاق تنظيم داعش لاستهدافهم، مؤكداً أن سوريا "لن تعود موحدة".
وكشف النقاب عن مناقشات تدور في "الغرف المظلمة" حول منح حكم ذاتي للمسيحيين في سوريا ولبنان، وإرسال الجهاديين إلى طرابلس كمحرقة جديدة لهم.
وأوضح أن "الجنود المجهولين"، وهم من أقنع صناع القرار العالمي باستمرار المعركة، حاولوا تقديم مشروع بديل عن سلطة دمشق لكنهم فشلوا في إقناع إسرائيل حتى الآن.
ورأى الحموي أن الحل الوحيد يكمن في التسبيق على هذه المخططات بإجراء تغيير داخلي عبر تشكيل مجلس حكم انتقالي بالشراكة مع هيئة التفاوض، محذراً من عمليات انتقام مروعة ستطال السنة في المناطق ذات التماس مع الأقليات، مثل الساحل، وغرب حماة وحمص، ومن الرقة حتى تدمر، وريف دمشق، والحدود اللبنانية، وداخل مدينتي دمشق وحمص.
وختم تحذيره بالإشارة إلى أن أي مواجهة بين سلطة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستكون فخاً كبيراً، داعياً إلى تشكيل كتلة وطنية تعيد الثقة مع مكونات الشعب السوري الرئيسية وتسحبهم من يد اللاعبين الإقليميين والدوليين.