منصة تأكد تكشف: محافظ حلب يوقع اتفاقية بملايين الدولارات مع منظمة "وهمية"

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -متابعة

تحقيق لـ"تأكد" يكشف تفاصيل مذكرة تفاهم مثيرة للشكوك مع كيان غير معترف به دوليًا ويملك سجلاً احتياليًا.


 في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلنت محافظة حلب عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" توقيع مذكرة تفاهم بقيمة 10 ملايين دولار أميركي مع منظمة تدّعي العمل في مجال حقوق الإنسان واللاجئين، تبين لاحقًا أنها تفتقر إلى أي وجود قانوني أو اعتراف دولي حقيقي.


اتفاقية غامضة.. وممثلون مشبوهون


وبحسب الإعلان الرسمي الذي نُشر الأربعاء 27 آب/أغسطس 2025، وقّع المحافظ المهندس عزام غريب الاتفاقية مع ممثل عن "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين – IOHR"، والتي خُصصت – وفقًا للبيان – لمشاريع صيانة وتأهيل الطرق في المدينة.


إلا أن التحقيق الذي أجرته منصة "تأكد" كشف أن هذه المنظمة لا وجود لها في السجلات الدولية المعتمدة، كما أن الشخصيات الموقعة والممثلة لها تحمل سجلات مثيرة للشكوك والاتهامات الجنائية.


منظمة بلا عنوان.. وواجهة إلكترونية هشة


عند التدقيق في هوية المنظمة، يتبين أنها مسجلة بعنوان افتراضي في أربيل بالعراق، وأُغلقت بعد أقل من عام من تسجيلها. كما أن موقعها الإلكتروني هش وضعيف المحتوى، ويعتمد على صور عشوائية وشعارات منظمات دولية كبرى في محاولة لإضفاء شرعية زائفة.


وبفحص رقم الهاتف المذكور على الموقع، تبيّن أنه رقم افتراضي (VOIP) عالي الخطورة وغير مرتبط بأي كيان مؤسسي حقيقي، ما يعكس غياب الشفافية والمصداقية.


شخصيات وراء الكيان.. سجلات إجرامية وألقاب أكاديمية مزورة


كشف التحقيق أن المدعيَ "مروان كنجو" الذي مثّل المنظمة في التوقيع، معروف بعلاقته الوثيقة بنظام الأسد، حيث حصل على وسام "صداقة سوري-روسي" عام 2018.


أما "الأمين العام" المزعوم للمنظمة، فريدريك شولمان، فهو رجل أعام أميركي أقرّ بالذنب في قضايا احتيال مالي واسعة النطاق في الولايات المتحدة وحُكم عليه بالسجن عام 2025.


وفي التفاصيل الأكثر إثارة، يتبين أن "المفوض السامي" للمنظمة في الشرق الأوسط، ماجد الركبي، الذي يستخدم لقب "دكتور" دون وجه حق، يسجل عشرات الكيانات الوهمية في أميركا وبريطانيا بعناوين افتراضية، ثم يحلّها في غضون أشهر. ويرتبط الركبي بعلاقات وثيقة مع نظام الأسد، حيث يدير منصات إعلامية ومؤسسات "خيرية" تروج للبعث وتدعم مجهوده الحربي مباشرة.


شبكة من الأوهام.. توزيع ألقاب دولية وهمية


كشف التحقيق أن آلية عمل هذه الشبكة تقوم على إنشاء كيانات بأسماء رنانة ثم بيع "انتسابات" وألقاب وهمية مثل "سفير النوايا الحسنة" أو "مفوض" لأي شخص، في مشهد هزلي يهدف إلى تضخيم الذات وإضفاء شرعية مزيفة على أنشطتها.


تساؤلات كبيرة وانتظار للرد


تطرح هذه الوقائع تساؤلاتٍ كبيرة حول كيفية اعتماد محافظة حلب طرفًا غير معترف به قانونيًا ودوليًا كشريك في مشروع بهذه القيمة، وما إذا كانت هذه الاتفاقية تمثل محاولةً لخلق واجهة دولية زائفة لمشاريع محلية.


وللإجابة على هذه التساؤلات، قام فريق "تأكد" بإرسال نسخة كاملة من التحقيق إلى محافظة حلب وانتظر ردها حتى موعد النشر، التزامًا بحقها في الرد وتوضيح وجهة نظرها. ولم ترد المحافظة بأي بيان أو توضيح حتى لحظة نشر هذا التقرير.