نبض سوريا - متابعة
أفاد تقرير منشور في موقع The Cardell ونقله فريق في The Cardell، أن قرية برابشبو في اللاذقية إبان مجازر الساحل السوري شهدت حادثة قتل جماعي مروعة راح ضحيتها عدد من المدنيين بينهم الطفل نجم الدين عثمان (14 عاماً).
الحادثة أعادت فتح نقاشٍ محتدم حول مسؤولية الجهات الأمنية وعلاقتها بجماعات مُسلّحة مجهولة في المنطقة.
وصلت قواتٌ مسلحة إلى منزل عائلة الضحية مرتين في غضون دقائق، تروي أم القتيل، التي تحدثت مع مراسل الموقع ونقلاً عن شهود عيان، أن مجموعة أولى حضرت واعتقلت عمّ نجم قبل أن تُعاد إليه الأسئلة حول انتمائه الطائفي: «سألوه: هل أنت سني أم علوي؟ وعندما أجاب بأنه علوي أعدموه على الفور». وفق رواية الشهود، حاولت زوجة العم الاعتراض فتمت تصفيتها أيضاً.
وبعد انسحاب تلك المجموعة، ظنت العائلة — كما تقول أم قيس ــ أنّ الخطر قد زال، لكن مجموعة مسلّحة ثانية عادت بعد دقائق إلى المنزل. تحجز الأم ضمير اللحظة وتقول: «أمسكت ابني بشدة وطلبت من المسلح أن يتركه لأنه مجرد صبي صغير. لكن الجندي وجه سلاحه نحوي، فسكتُّ. لو تكلمت أكثر لكان قتلني أيضاً». ثم أشار أحد المسلّحين إلى نجم ودفعه للخروج، فتم إطلاق النار عليه أمام المنزل. ركضت الأم إلى جسده ووجدته لا يزال يتنفس؛ آخر كلمات الطفل كانت،: «بطني، أمي، بطني».
حضر شقيقه ووضع كتاب القرآن الكريم على رأسه في محاولةٍ يائسة لإفاقته، لكن الطفل فارق الحياة لاحقاً ودفن مع ضحايا آخرين في مقبرة جماعية بالقرية.
اتهامات بالتنسيق المبرمج
وفي وصفٍ انتقائي لتسلسل الأحداث، تؤكد أم قيس أن العمليات لم تكن عشوائية بل منظمة: «الأمن العام جاء أولاً للتفتيش والتأكد من عدم وجود أسلحة أو رجال قادرين على القتال، وبعد دقائق جاءت المجموعات المجهولة لتنفيذ القتل وهم يعلمون أنهم لن يواجهوا مقاومة». وتتساءل: «إذا كان هدف الأمن العام حماية المدنيين، لماذا لم يخبرونا أن موكب المسلحين قادم؟»
تتطابق هذه الرواية مع مؤشرات أوردها تقرير The Cradle الذي وثّق الحادثة، ما يثير تساؤلات عن مستوى التنسيق أو التواطؤ بين عناصر رسمية ومجموعات مسلحة غير معروفة الهوية.
ردود فعل ومطالب بالقصاص
أثارت الحادثة موجة استنكار محلياً؛ نُشِدّت أصوات تطالب بفتح تحقيقٍ مستقلٍ وشفاف لمعرفة المسؤولين عن المذبحة ومحاسبتهم أمام القضاء. الأسرة والمجتمع المحلي يؤكدون أن الضحايا «ليسوا أرقاماً»، وأن القصاص الحقيقي «يجب أن يبدأ من رأس النظام الذي تُحمّله بعض الأصوات مسؤولية حالة العنف والتدهور الأمني».
بعد أن كان نجم شاباً يحلم بحصوله على العلامة الكاملة في شهادة التعليم الأساسي، بات اسمه يرمز لبراءةٍ فقدت وحياةٍ انتهت قبل أن تبدأ. تقول أم قيس بصوتٍ متهدج إن ابنها «كان لديه حلم أيضاً»، وتطالب بإنصاف ضحايا برابشبو وتقديم الجناة للعدالة.
خلفية النزاع والإدانات
المعلومات تشير إلى أن المجزرة حدثت في سياق توتر أعمّ تتخلله عمليات اعتقال وتفتيش من قِبل عناصر الأمن العام تسبقها أو تليها تحركات لمسلحين مجهولين. ويُثمن المجتمع المدني التوثيق الصحفي كوسيلة لضغط الرأي العام وللمطالبة بتحقيق دولي أو محلي مستقل.
تواصل The Cardell مع مصادر محلية ومحامين لطلب تعقيب الجهات الأمنية الرسمية حول هذه الادعاءات، وسننشر أي ردٍ وصولاً إلى معلومات مؤكدة حول هوية الجناة وملابسات الحادث.