نبض سوريا - متابعة
يرى الباحث السياسي محمد هويدي أن التصريحات النظرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبدو إيجابية على صعيد دعم الاستقرار في سوريا وتمهيد الطريق لتفاهمات إقليمية جديدة، حيث يقدم الخطاب الرسمي الأمريكي صورة متماسكة تُظهر رضاء واشنطن عن التقدم الحاصل وترفع من شأن خطوات رفع العقوبات كمرحلة محورية نحو ازدهار البلاد، كما يصور العلاقة السورية الإسرائيلية على أنها تسير نحو مرحلة بناءة بقيادة الرئيس السوري بوصفها فرصة تاريخية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
واوضح هويدي في مقال نشره على صفحته "فيسبوك" تابعته وكالة "نبض سوريا"، أن "الواقع العملي يكشف صورة مغايرة تماماً، فالميدان السوري لا يعكس ذلك التفاؤل المعلن، إذ ما يزال الجيش الإسرائيلي متوغلاً داخل الأراضي السورية مع استمرار العمليات العسكرية بل وتوسعها"، مبينا أن "هذا الأمر يوحي بأن قواعد الاشتباك لم تتغير وأن الاستراتيجية الإسرائيلية قائمة على الضغط والضربات الوقائية والسيطرة على المزيد من الأراضي، بعيداً عن أي التزام بخطاب التهدئة أو الازدهار المشترك الذي تروج له واشنطن نظرياً".
واضاف الباحث، أن "هذا التناقض بين الخطاب السياسي الأمريكي والممارسات الإسرائيلية على الأرض يطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الإدارة الأمريكية على كبح السلوك الإسرائيلي أو رغبتها في ذلك"، متسائلاً هل تمثل تصريحات ترامب مجرد إطار دعائي جديد دون تغيير حقيقي في بنية الصراع؟
ويشير هويدي إلى أن "التقدم الذي تتحدث عنه واشنطن لا يترجم على أرض الواقع، لا في علاقات القوى الميدانية ولا في انضباط السلوك الإسرائيلي الذي يتحرك خارج أي سقف أميركي واضح"، مؤكداً أنه "رغم التفاؤل الظاهر في التصريحات، تبقى سوريا ساحة مفتوحة للخروقات العسكرية المتكررة، فيما لم تنتقل العلاقات الإسرائيلية السورية بعد من مرحلة التواصل التكتيكي إلى مسار سياسي ملزم".