نبض سوريا - متابعة
أكدت الأديبة السورية نجاة عبد الصمد أن ما عاشته النساء في سوريا خلال السنة الأخيرة من ترويع وخطف وتخويف كوسيلة لإخضاعهن "فاق الوصف"، في دولةٍ مدمّرة "تُحَقِّر النساء"، مشيرة إلى أن واقع المرأة السورية هو "الأسوأ منذ نشوء الدولة السورية الوطنية".
وقالت عبد الصمد في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابعته وكالة "نبض سوريا"، إن "السلطة المؤقتة تفتقد الحد الأدنى من الكفاءة أو الوطنية أو حتى الحياء، فهي تتابع الهدم من حيث انتهى الأسد، وتكمل طمس الهوية السورية الجامعة عبر التحريض الطائفي على كل من لا يوافق أيديولوجيتها المغلقة، بدءاً من الأقليات الدينية والقومية، وصولاً إلى السُّنة المعتدلين، إضافة إلى نظرتها الدونية للمرأة".
ورأت الكاتبة أنه "لا بارقة أمل في نهج السلطة المؤقتة"، مع غياب أي خطوة لبناء عقدٍ اجتماعي أو لتأسيس شراكة وطنية فعلية تشمل الجميع.
وبينت أن "مفهوم الدولة لن ينهض في سورية مع استمرار الاقتتال الطائفي، وسيطرة الميليشيات، وتهميش الأقليات، وجرائم خطف النساء كوسيلة للترهيب، إضافة إلى "استقواء النظام بالقوى الخارجية لدعم سلطته على حساب شعب منهك وجائع ومحتقن"، مُشيرةً إلى أن هذه المظاهر "تهدم الدولة، وتطمس كل أمل في نشوئها أو بدايات بنائها".
كما أوضحت الكاتبة أنه "يجب على السلطة المؤقتة أن تنظر لجميع السوريات كمواطنات، لا كأكثرية وأقلية، أو كعرب وغير عرب، أو كرجل وامرأة، لأن وجود هذا التمييز ينسف فكرة الحوار من جذورها".
ودعت عبد الصمد المنظمات النسائية السورية إلى إنجاز دورها الفعلي الذي تأسست من أجله دون تمييز، "بدءاً من الأمن ووقف ظاهرة خطف النساء، وصولاً إلى التعليم والتنمية"، محذرة من أن "تتحول إلى "بازار" للتسابق نحو مكاسب شخصية، أو بوق لأي سلطة، أو تابع لما يفرضه المموّل".
و أكدت على أهمية دور المثقفين والمثقفات السوريين في بناء سوريا الجديدة، قائلة: "وإن كان الرصاص آنياً أقوى من الكلمة، يجب على المثقف أن يقول كلمته حتى لو ظنّ أنها لن تجد من يصغي إليها".
وشرحت أن "مصطلح المثقف يشمل المفكّر والسياسي والكاتب والفنان، "فلكلٍّ دوره كمثقف عضوي وفق اختصاصه"، مبينةً أن "على المثقف ألا يفقد الإيمان برسالته التنويرية، "فهذه معارك ناعمة،ثورات بيضاء بطيئة لكنها مستدامة".