الأجانب في سوريا.. قنبلة مؤجلة والسويداء تنتفض ضد الايغور

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  خاص

بقلم عمر حمد  

تتصاعد في سوريا وخاصة في الشمال  أصوات الاستغاثة من المدنيين الذين باتوا يشعرون بأن الخطر القادم لم يعد من القصف أو الفقر، بل من وجود آلاف المقاتلين الأجانب الذين استقروا في مناطقهم، وعلى رأسهم الأويغور والأوزبك الذين يشكّلون الذراع الأكثر ضراوة لأبو محمد الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام". الرئيس الإنتقالي لسوريا 


يقول سكان محليون إن الجولاني لا يُبدي نية حقيقية للتخلّص من هؤلاء، رغم علمه أن وجودهم المستمرّ سيتحول مع الوقت إلى مأساة. فهؤلاء المقاتلون يعيشون بين الناس، وقد بدأ بعضهم بتأسيس عائلات وإنجاب أطفال سيحملون الجنسية السورية، ما يثير الخوف من ولادة جيل جديد يحمل فكراً متشدداً ويعيد إنتاج تنظيمات أكثر تطرّفاً مثل "داعش" في المستقبل.


المشكلة لا تتوقف هنا؛ فالسوريون يخشون أن يصبح هؤلاء، بعد حصولهم على الجنسية أو الإقامات السورية، مصدر تشويه لسمعة البلاد، وأن يُربط اسم "السوري" بالإرهاب في الخارج. وإذا غاب الجولاني لأي سبب، فمن الذي سيضبط هؤلاء أو يمنع انفلاتهم الأمني؟


الأتراك، من جانبهم، لا يريدونهم على أراضيهم، لكنهم يحتفظون في سوريا بهم كورقة ضغط وابتزاز يمكن تحريكها ساعة الحاجة. فأنقرة تدرك أن هذه الجماعات قد تُستخدم في أكثر من ساحة، وربما حتى في صراعات مع الصين وروسيا وحتى إسرائيل أو في مناطق النفوذ الإقليمي المختلفة، بما يجعلها أداة ابتزاز سياسي وأمني في يدها.


أما الأوزبك، الذين يُعتبرون أكثر انضباطاً وقدرةً على التنظيم، فيُنظر إليهم كمقاتلين يمكن “استثمارهم” في مراحل لاحقة، سواء في سوريا أو خارجها. لكن هذا الاستثمار العسكري يحمل بذور خطرٍ أكبر: تحويل الأرض السورية إلى محطة دائمة لتجميع المقاتلين وتدويرهم حسب موازين القوى.


التصعيد ضد وجود الإيغور بشكل خاص والاجانب بشكل عام وصل ذروته جنوباً في السويداء، حيث شهدت المحافظة مظاهرات واسعة شارك فيها المئات من المدنيين، احتجاجاً على وجود الأجانب منوهين إلى مشاركة الأجانب في المجازر التي حصلت في السويداء والساحل، والمخاوف من أن تتكرر مثل هذه الأعمال ضد الأكراد أو أي من المكونات السورية الأخرى . وأكد أهالي السويداء في شعاراتهم ومطالبهم أن رحيل جميع الأجانب أصبح ضرورة عاجلة، حتى لا تتكرر المجازر، وللحفاظ على مستقبل أطفالهم وأمان مجتمعهم .


السوريون اليوم يعيشون بين نارين: نار الخوف من عودة الحرب، ونار التعايش القسري مع جماعات لا تنتمي إليهم ثقافياً ولا اجتماعياً. الأصوات ترتفع مطالبةً برحيل جميع الأجانب، فالأرض السورية لم تعد تحتمل مزيداً من الغرباء المسلحين، ولا مزيداً من التجارب التي تُدفع أثمانها من دم السوريين وسمعتهم ومستقبل أطفالهم.


ويبقى السؤال المعلّق بلا جواب: من يملك القرار بإنهاء هذا الوجود؟ الجولاني الذي يستفيد منهم؟ أم الأتراك الذين يرون فيهم ورقةً تفاوضية؟ أم أن السوريين وحدهم، مرة أخرى، سيُتركون ليواجهوا نتائج معركة لم يختاروها؟