نبض سوريا -متابعة
في خطوة وُصفت بأنها جزء من سباق النفوذ في سوريا، أعلنت الحكومة التركية تعيين نائب وزير الخارجية نوح يلماز سفيراً في دمشق، خلفاً للقائم بالأعمال برهان كور أوغلو، في إطار تغييرات داخلية واسعة تشهدها وزارة الخارجية التركية.
ووفق صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن تعيين يلماز، الذي يُعتبر من الوجوه البارزة في هندسة السياسة التركية تجاه سوريا خلال السنوات الماضية، يعكس توجهاً تركياً حاسماً نحو تعزيز الحضور المباشر في العمق السوري، خصوصاً مع تصاعد تنافس القوى الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل، على رسم ملامح النفوذ في البلاد.
ويلماز، الذي شغل سابقاً مناصب أمنية واستخبارية، يترأس حالياً اللجنة التقنية التنسيقية المنبثقة عن «المجلس الاستراتيجي الأعلى» المعني بالملف السوري، ويُعدّ من أبرز مهندسي السياسات التركية في شمال سوريا، ومن الشخصيات التي احتفظت بعلاقات قوية مع السلطات الانتقالية الحالية والفصائل المسلحة، خصوصاً «الجيش الوطني» المدعوم من أنقرة.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطوة التركية ليست مجرد إجراء دبلوماسي، بل أقرب إلى تعيين مبعوث خاص يتمتع بخبرة ميدانية وعلاقات واسعة داخل المشهد السوري، في وقت تسعى فيه تركيا إلى فرض مقاربتها السياسية والعسكرية بالتوازي مع تنامي الدور الإسرائيلي، الذي حصر أنقرة في مناطق الشمال ومنعها من التمدد نحو وسط البلاد بعد قصف قاعدتها في ريف حمص في نيسان الماضي.
ويأتي التعيين أيضاً في ظلّ تطورات معقّدة في ملف قوات سوريا الديمقراطية بعد تعثّر تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وسط ضغوط تركية متزايدة على الأكراد عبر التصعيد الإعلامي والعمليات العسكرية المتفرقة في ريف دير الزور الشرقي ومناطق أخرى من الشمال السوري.
وترى الصحيفة أن تعيين يلماز بهذا التوقيت يعبّر عن استعجال تركي لترسيخ موقعها قبل نهاية العام، في ظل إعادة تموضع إقليمي واسع ترعاه واشنطن، التي تحاول من جهتها تحقيق توازن بين أنقرة وقسد عبر مبعوثها الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب السفير الأمريكي في تركيا.