“ذا تايمز”: ناجون من الساحل السوري يروون فصولًا من عنف طائفي أفلت مرتكبوه من العقاب

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

نشرت صحيفة ذا تايمز البريطانية تقريراً موسّعاً كشفت فيه عن تفاصيل صادمة لما وصفته بـ"أبشع فصول الانتقام الطائفي" في الساحل السوري، مشيرة إلى أن مرتكبي تلك الجرائم "تصرفوا كقتلة عاملوا ضحاياهم كما تُعامل الكلاب، ثم أفلتوا من العقاب".


وأوضحت الصحيفة في تحقيقها أن موجة من العنف الدموي اجتاحت قرى ريف اللاذقية عقب سقوط نظام بشار الأسد، حيث استهدفت مجموعات مسلحة محسوبة على فصائل سنّية السكان العلويين، في ما بدا أنه أعمال انتقام من مرحلة الحرب السابقة.


ووثّقت الصحيفة شهادات ومقاطع فيديو قالت إنها صُوّرت في قرية “الشير”، أظهرت رجالاً من الطائفة العلوية يُجبرون على النباح والزحف قبل أن يُعدَموا ميدانيًا. وأشارت إلى أن الجناة ظهروا بوجوه مكشوفة وهم يصورون ضحاياهم، في دلالة على شعورهم بالأمان من أي محاسبة.


وأضاف التقرير أن التحقيقات الرسمية التي أعلنت عنها الحكومة الجديدة لم تُفضِ حتى الآن إلى نتائج واضحة، رغم انتشار مقاطع مصوّرة تُظهر منفذي الجرائم بأسمائهم وملامحهم. واعتبرت الصحيفة أن "الإفلات من العقاب" أصبح القاعدة في هذه الأحداث، وأن العدالة ما تزال غائبة عن مئات العائلات التي فقدت أبناءها.


كما نقلت ذا تايمز عن مصادر محلية قولها إن تلك الحوادث عمّقت مشاعر الخوف والريبة بين المكونات الطائفية في الساحل السوري، في وقت تواجه فيه الحكومة الجديدة تحديات متزايدة لضبط الفصائل المسلحة وإعادة فرض سيادة القانون.


ويخلص التقرير إلى أن ما يجري في الساحل ليس مجرد تصفية حسابات محلية، بل انعكاس لصراع أوسع على الهوية والسلطة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث يُعاد رسم ملامح الدولة وسط صمت دولي وانشغال القوى الكبرى بمصالحها.