نبض سوريا - حمص
تعيش مدينة حمص وريفها أوضاعاً أمنية كارثية، تتصاعد فيها وتيرة العنف والجريمة بشكل يومي، في ظل غياب شبه تام لدور الأجهزة الأمنية، ما دفع أهالي المدينة إلى التعبير عن خوفهم وغضبهم من تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وأفادت مصادر أهلية لوكالة "نبض سوريا" بأن "مشاهد القتل والخطف والسرقة تحوّلت إلى واقع معتاد في أحياء حمص وريفها"، مشيرة إلى أن "إطلاق النار بات ظاهرة يومية تؤدي باستمرار إلى سقوط ضحايا بين القتلى والجرحى".
وفي تصعيد للاحتجاج على الانفلات الأمني، شهدت منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي إضراباً شاملاً، شلّ الحركة التجارية والتعليمية، وذلك احتجاجاً على جرائم القتل والخطف المتواصلة التي تنفذها عصابات مسلحة بحق أبناء الأقليات في المنطقة.
وأكدت المصادر أن "الإهمال الأمني يشكل بيئة خصبة لتزايد جرائم السرقة والنهب والتهريب، إضافة إلى الاعتداءات الفردية التي تُرتكب في أوقات مختلفة من اليوم، من دون أن تحرك الحكومة المؤقتة ساكناً لمعالجة هذه الانتهاكات أو حماية المدنيين".
ولفتت إلى أن "الميليشيات المسلحة تستغل هذا الانفلات الأمني لتحقيق مصالحها الخاصة، ما يُفاقم الأزمة الأمنية بشكل ملحوظ، في وقت تنتشر فيه صفحات التواصل الاجتماعي ومؤثرون يزيدون من حدة الانقسام المجتمعي عبر الخطاب الطائفي والسياسي".
وفي رد فعل على تدهور الأوضاع، أصدرت نقابة المحامين في حمص تعميماً حذرت فيه من خطورة الوضع، ودعت إلى تحمّل المسؤولية لوقف هذا الانهيار، إلا أن هذه المناشدات لم تُحدث أي تغيير ملموس على الأرض، حيث لا تزال الجرائم مستمرة بما يهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمدينة، ويعيق جهود إعادة الإعمار.
ويطالب الأهالي الجهات المختصة بالتدخل العاجل ووضع آليات واضحة لضبط الأمن، من بينها حصر الأسلحة غير القانونية، وإنهاء حالة الفلتان الأمني التي تهدد أرواح المدنيين.
من جهة أخرى، حذر الأهالي من أن استمرار الوضع الراهن قد يزيد من موجات النزوح الداخلي، ويعمق الانقسامات المجتمعية، مما يهدد بانهيار كامل للأمن في المدينة خلال الفترة المقبلة، في وقت تطالب فيه عائلات الضحايا بالعدالة والتحقيق العاجل في الجرائم التي تطال أبرياءهم.