نبض سوريا - متابعة
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز انتشارها العسكري في الشرق السوري، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من عودة نشاط تنظيم "داعش".
ويضاف إلى ذلك تضاعف مخاوف الأكراد بعد المجازر التي ارتكبتها فصائل الشرع في الساحل وفي السويداء بالشراكة مع بعض المجموعات من العشائر، والانتهاكات اليومية في مناطق سيطرة الحكومة الانتقالية والتهديدات التركية المستمرّة، وتلك التي تلوّح بها الحكومة الانتقالية بشنّ حملات عسكرية ضد الأكراد على غرار ما جرى في الساحل والسويداء.
وبحسب الصحيفة، فإن القوات الأميركية كثّفت حضورها في قواعدها، لاسيما في الشدادي، فيما عاد عدد من مستشاريها إلى قاعدة "قسد" قرب معمل كونيكو للغاز. كما تواصل طائرات "التحالف الدولي" تنفيذ طلعات جوية وعمليات خاصة مشتركة مع قوات النظام الجديد ضد خلايا التنظيم في البادية والشرق السوري.
وتشير المعلومات إلى أن واشنطن حسمت قرارها باختيار مطار المزة العسكري في دمشق كموقع جزئي لوجودها الأمني والدبلوماسي، نظراً لما يوفره من مستوى أمان عالٍ بعيداً عن مناطق التوتر. وذكرت الصحيفة أن قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال براد كوبر، كان قد أبلغ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع خلال زيارته إلى دمشق في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025، رغبة واشنطن بإنشاء هذه القاعدة.
ورغم هذه التحركات، أكدت الصحيفة أن القرار الأميركي بالبقاء في سوريا لم يُحسم بعد، خصوصاً في حال مارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً على المؤسسة العسكرية للانسحاب. ومع ذلك، نقلت مصادر أن العسكريين الأميركيين طمأنوا قيادة "قسد" إلى استمرار الشراكة في الحرب ضد "داعش"، وأن أي تغييرات سياسية لن تمسّ هذا التعاون.
وتلفت الأخبار إلى أن بقاء القوات الأميركية في سوريا يخضع لحسابات معقّدة تتجاوز سياسات الإدارة المرحلية، في ظل قناعة راسخة لدى العديد من الجمهوريين بأهمية الوجود العسكري الأميركي لحماية الحلفاء وضمان التوازن الأمني في المنطقة.