مزاجية ترامب تطفو على الملف السوري: تناقض واشنطن في شرق الفرات

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

رأى الكاتب  أنس صبوح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع الملف السوري بـ"مزاجية سياسية"، تتجلى في تناقض مواقفه بشأن الوجود الأميركي في سوريا، إذ يعلن في بعض الأحيان عن نية بلاده تقليص القوات وسحب العتاد، ثم يعود ليعزز قواعده بإرسال آليات ومعدات عسكرية جديدة، ولا سيما في منطقة شرق الفرات.


وقال الكاتب في مقالٍ تابعه موقع "نبض سوريا" إن "بين التصريحات الرسمية الأميركية التي تحدثت عن تقليص الوجود العسكري شمال شرق سوريا، والتعزيزات العسكرية الواسعة التي وصلت إلى القواعد الأميركية مؤخراً، يظهر بوضوح مدى تناقض الموقف الأميركي في التعامل مع الملف السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، خصوصاً في ما يتعلق بالقواعد المنتشرة شرق الفرات".


وأضاف أن "وزارة الدفاع الأميركية كانت قد أعلنت بداية العام الحالي نيتها تقليص قواتها في سوريا إلى النصف بحلول نهاية عام 2025، وإغلاق عدد من القواعد في شرق الفرات بسبب "انحسار خطر تنظيم داعش"، إلا أن هذا القرار تبِعته تحركات معاكسة، شملت نقل معدات وتجهيزات لوجستية إلى الأراضي العراقية ثم عودتها مجدداً إلى الداخل السوري".


وأشار صبوح إلى أن "النشاط العسكري الأميركي في قواعد شرق الفرات توقف قبل نحو أربعة أشهر بشكلٍ مفاجئ، قبل أن تكشف مصادر كردية أن واشنطن قررت التريث في الانسحاب نتيجة التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة، وعودة نشاط تنظيم "داعش" في الشرق السوري".


وأوضحت المصادر أن "عدم قدرة الحكومة السورية الانتقالية على فرض سيطرتها الكاملة على البلاد، والاضطرابات الداخلية التي شهدتها مناطق الساحل والسويداء، إضافة إلى المناوشات بين القوات الحكومية و"قوات سوريا الديمقراطية"، دفعت واشنطن إلى إعادة تقييم قرارها، خشية استغلال "داعش" للوضع واستعادة نشاطه".


كما كشفت المصادر أن "إدارة ترامب تسعى لإنجاز اتفاق العاشر من آذار، القاضي بدمج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن الحكومة الجديدة وتوحيد الجهود ضد التنظيم، معتبرة ذلك سبباً غير مباشر لتأجيل الانسحاب الأميركي".


وبيّن الكاتب أنه "منذ منتصف أيلول الماضي عاد النشاط إلى القواعد الأميركية في شرق الفرات، عبر استقدام تعزيزات عسكرية متنوعة تضمنت أسلحة ثقيلة ومنظومات دفاع جوي ومعدات إلكترونية متطورة، وانتشاراً واسعاً في دير الزور والحسكة والرقة، حيث أجرت القوات الأميركية تدريبات حية باستخدام الطائرات الحربية والمروحيات لرفع الجاهزية القتالية".


وبحسب المعلومات الميدانية، وصلت خلال الأسابيع الأخيرة نحو 100 شاحنة محمّلة بمعدات عسكرية عبر معبر الوليد الحدودي، إضافة إلى أكثر من 10 طائرات شحن إلى قواعد الحسكة، وسط استنفار أمني غير مسبوق في قواعد "تل بيدر"، و"خراب الجير"، و"الشدادي"، التي تُعدّ نقاط الربط والإمداد الأساسية للقوات الأميركية شرق الفرات.


وشهدت قاعدة الشدادي تدريبات مكثفة على عمليات الإنزال الجوي والتصدي للهجمات، بالتزامن مع *تفعيل أنظمة الرادار وتعزيز الحراسة*، فيما كثّفت "قوات سوريا الديمقراطية" دورياتها الأمنية في القرى المجاورة.


كما زار وفد أمني أميركي قواعد "تل بيدر" و"خراب الجير" لتفقد جاهزيتها الدفاعية وأنظمة الرصد والاتصال، بالتزامن مع وصول أنظمة دفاع جوي متطورة وتركيب رادارات وكاميرات مراقبة جديدة تحسباً لأي تطورات عسكرية مفاجئة.


وترى المصادر الميدانية أن التحركات الأميركية الأخيرة قد تكون استعداداً لاحتمال تصعيد عسكري في المنطقة، سواء من خلال مواجهة محتملة بين "قسد" والقوات الحكومية، أو عملية تركية ضد المناطق الكردية، إضافة إلى مخاوف من هجمات داعشية محتملة على القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية.