كاتب سياسي: خطاب غزال محاولة لـ"التقاط الخيط الأخير"

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

في تحليلٍ معمّق للكلمة الأخيرة للعلامة غزال غزال، المرجع الروحي للطائفة العلوية، أبرز الكاتب السياسي عبدالله علي أن الخطاب يمثل محاولة لـ"التقاط الخيط الأخير" في لحظة حرجة، "يتصاعد فيها الغليان تحت سطح الكلام اليومي"، مشيراً إلى أن العلامة خرج ليضع ما يجري في "كلمات واضحة لا تساير منطق الحرب ولا تستسلم لابتزاز الخوف".


وأكد الكاتب في تحليله المنشور على صفحته بموقع "فيسبوك" أن خطاب العلامة غزال ليس "بياناً طائفياً"، ولا محاولة لـ"رفع السقف على حساب أحد"، بل هو محاولة جادة لمنع تحول البلاد إلى "ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بالدم".


ولفت التحليل إلى أن "العلامة غزال ظهر في كلمته محذراً من دفع الناس إلى وهم حرب وجود بين طوائف"، مؤكداً أن "تحويل الصراع إلى هذا الشكل يعني "فتح الباب على خراب لا سقف له". 


كما أشاد الكاتب بالقراءة الواقعية للعلامة غزال حين أشار إلى أنه "تُستباح كرامة الناس عند الأبواب، وأن تُستباح دماؤهم تحت عناوين «الأكثرية» و«الأقلية»".


وتجاوز الخطاب مجرد التوصيف إلى طرح الحلول السياسية، حيث تناول العلامة غزال بشكل مباشر مقترحي "الفدرالية" و"اللامركزية السياسية" بوصفهما وسيلتين لحماية الحقوق للجميع "بعيدًا عن منطق الثأر"، معتبراً أن "العلامة يطرحهما ليس كتهديد بل كصيغة بحث عن ضمانات متبادلة تحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم".


وانتقل الخطاب من التنظير إلى الدعوة للعمل، حيث دعا العلامة غزال إلى تنظيم اعتصامات سلمية "لا لاستعراض القوة، بل لوقف آلة القتل وسياسة الإقصاء بالوقوف في وجهها جسديًا وعلنيًا"، ولتحويل طاقة الغضب من "طاقة مهدورة في الشتم والتخوين إلى موقف مُعلَن يضع حدًا لإفلات الرصاص من كل قيد".


وأوضح الكاتب أن "العلامة غزال يصر على أن المعركة الحقيقية ليست مع أبناء الطوائف الأخرى، بل "مع من يحاول أن يجعل من السوريين وقودًا لمعارك الآخرين"، موجهاً خطابه للسنّة والعلويين والدروز والأكراد والمسيحيين بوصفهم شركاء في الأرض لا خصومًا على خريطة".


واختتم التحليل بالإشارة إلى أن "خطاب العلامة غزال غزال ليس مجرد خطاب ديني أو سياسي تقليدي، بل "وقوف على عتبة الخطر" لقول كلمة حق، وإنه "صوت واحد" يلتقط شيئاً عميقاً في وجدان كثيرين"، ويمثل تذكيراً بأن سوريا "ليست مستنقعًا لأحد، ولا قدرًا مكتوبًا عليها أن تُحكَم إلى الأبد بمنطق الإقصاء والاحتكار".