نبض سوريا - متابعة
هاجم الباحث السياسي محمد هويدي،تصريحات الناطق الإعلامي لوزارة الداخلية في حكومة الأمر الواقع، التي شككت في طبيعة ثورة الشيخ صالح العلي، معتبراً إياها جزءاً من سلسلة طويلة لتزوير الوقائع وإعادة كتابة التاريخ لخدمة أغراض أيديولوجية.
ورداً على تصريحات الناطق الإعلامي لوزارة الداخلية السورية، التي ادعت أن ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري لم تكن موجهة ضد الاستعمار الفرنسي، بل ضد الطائفة الإسماعيلية، وصف الباحث السياسي محمد هويدي هذا الخطاب بأنه "لا يبدو غريباً" على جماعات الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة.
وأوضح هويدي، في معرض رده، أن هذه الجماعات "راكمت تاريخاً طويلاً من تزوير الوقائق وإعادة كتابة التاريخ بما يخدم سردياتها الأيديولوجية"، مشيراً إلى أن هذا المنهج يتكرر عبر حقب مختلفة.
وساق الباحث أمثلة على ما وصفه بـ"المسار التشويهي"، ذاكراً أن هذه الجماعات نفسها "جرّمت شهداء أيار، وسعت إلى تبييض صفحة جمال باشا السفّاح وتبرئته من المذابح، كما شوّهت ذكرى حرب تشرين التحريرية وحاولت تفريغها من معناها الوطني".
ولفت هويدي إلى أن هذا النهج ليس وليد اللحظة،بل هو "امتداد لمسار بدأ مع تبرير الاحتلال العثماني وتزويق صورته"، معتبراً أن ما يحدث اليوم في الحقبة الراهنة من "قلب للحقائق وتزييف للوعي الجمعي" هو تكرار للسلوك ذاته.
تأتي هذه التصريحات في سياق استمرار ممارسات سلطة الأمر الواقع بالتحوير والتزييف الذي يطال التاريخ في سوريا،حيث تتصاعد وتيرة التغيير الممنهج بشأن تفسير الوقائع التاريخية والوطنية وتحويلها إلى ساحات للصراع الإيديولوجي المعاصر.