"موت بالهوية"..
شهادات صادمة من داخل المشافي : إسعاف العلوي تهمة

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  اللاذقية

كشفت شهادات متقاطعة ورويات صادمة من داخل أروقة المشافي في الساحل السوري، نقلتها مصادر متعددة ومواطنون لـ"وكالة نبض سوريا"، عن منهج ممنهج تستهدِف من خلاله سلطة الشرع الطائفة العلوية، حيث تجاوز الأمر التضييق السياسي ليصل إلى حد المساس بالأمن الصحي وحق الحياة.


وأفادت الشهادات بنمط خطير يتكرر داخل المرافق الطبية، يتمثل في حرمان مرضى من الطائفة العلوية من الرعاية الطبية العاجلة بمجرد التعرف على هويتهم الطائفية، فيما وصفته المصادر بـ "الموت بالهوية". 


وتحدثت روايات عن حالات تم فيها ترك شبان يعانون نزيفاً حاداً ليلقوا حتفهم دون علاج، وعن حالة أخرى لوضع الشهيد مراد محرز والذي تلقى رصاصة طائفية فقد وصل إلى المستشفى فاقداً الوعي – بينما قلبه لا يزال ينبض –  وضع داخل ثلاجة الموتى بحجة أنه "ميت".


وفي مؤشر على تحوّل الإسعاف إلى قرار سياسي، همس أطباء لزملائهم داخل المستشفيات تحذيراً صارخاً: "لا تورّط حالك… إسعاف العلوي صار تهمة". 


ولم تعد هذه الحوادث تُقرأ في إطار الإهمال الفردي العابر، بل كسلوك مؤسسي متعمد يزداد ترسخاً، بحسب ما أفادت الشهادات.


ويُشكّل هذا التصعيد انتقالاً واضحاً في سياسة السلطة، من استهداف النفوذ والدور إلى استهداف الوجود ذاته، عبر سحب الحماية الأساسية عن مواطنين بسبب انتمائهم، وهو ما يرقى إلى شكل من أشكال العقاب الجماعي.


وفي مناطق الانتشار العلوي، يسود قلق عميق وواسع، حيث بات المواطنون يتساءلون عما إذا كان وجودهم قد تحول إلى عبء تستعد السلطة للتخلص منه. ويعيش السكان حالة خوف متعددة الأوجه: من المرض، ومن الطريق، وخوف أكبر من الصمت وغياب أي تحقيق أو محاسبة، مما يُرسل رسالة واضحة بأن هذه السياسة مقصودة ومستمرة.


ويجد العلويون أنفسهم، في ظل هذه السياسات الممتدة من المشافي إلى الوظائف، أمام واقع غير مسبوق يُجردهم من الضمان الصحي والحماية الأمنية، وسط غياب تام للمساءلة.