نبض سوريا - متابعة
أصدرت أسرة الشيخ صالح العلي بيانا شديد اللهجة استنكرت فيه الإساءات الممنهجة التي تطال أحد أبرز رموز المقاومة الوطنية في تاريخ سوريا، وذلك بعد سلسلة تصريحات وممارسات صدرت عن شخصيات تمثّل سلطة الأمر الواقع في دمشق، والتي وصلت إلى الحكم عبر عملية تسليم وتسلّم برعاية دولية وإقليمية.
وقالت الأسرة إن هذه السلطة، التي تستظلّ بغطاء ديني وثوري والإسلامُ والثورةُ بريئان منها، تبثّ خطابا فئويا متطرّفا يهدّد الهوية الوطنية، وتحوّل لاحقا إلى عمليات إبادة جماعية وقتل وخطف استهدفت المدنيين العلويين والعلويات، وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء.
وأشار البيان إلى أنّ هذا النهج لم يقتصر على العنف الميداني، بل امتدّ إلى الإبادة المعنوية من خلال العبث بالمناهج التعليمية، والتحريض الطائفي، وخطاب إعلامي يكرّس الكراهية والانقسام.
وكشفت الأسرة أنّ عناصر تابعة للسلطة حاولوا تحطيم تمثال الشيخ صالح العلي في طرطوس، إضافة إلى تصريحات رسمية مسيئة ومشوّهة للتاريخ، كان أبرزها ادعاء أن ثورة الشيخ صالح العلي لم تكن موجودة وأن النظام السابق هو من صنع صورته.
وردّ البيان على هذه المزاعم بالإشارة إلى التوثيق التاريخي الراسخ لدور الشيخ صالح العلي، كما ورد في “الكتاب الذهبي لجيوش الشرق 1918–1936”، وما أكدته الدولة السورية عند الاستقلال، حين كرّمه الرئيس شكري القوتلي بوسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عام 1945، وكلفه بإلقاء كلمة الجلاء في احتفال 17 نيسان 1946.
كما استشهد البيان بشهادات الملك فيصل، والرئيس هاشم الأتاسي، وعدد من الشخصيات الوطنية، وبالقصائد التي خلدت دوره، ومنها قصيدة الأخطل الصغير.
وأكدت الأسرة أن الشيخ صالح العلي دفع ثمن مواقفه حتى وفاته، وأن عائلته بناته وأحفاده تعرضوا لمضايقات ومصادرة ممتلكات والاستيلاء على ضريحه وبيته وإساءات متكررة في عهد النظام السابق.
وشددت على تمسّكها بإرثه الوطني والإنساني في مواجهة تحالف جهادي يواصل احتلال السلطة في دمشق ويهدد وجود سوريا واستقرارها.
وختم البيان بأبيات من شعر الشيخ صالح العلي ترفض استغلال الدين في تفريق السوريين، وتؤكد أن الوطن فوق كل انتماء مذهبي:
*“بَني الغرب، لا أبغي من الحرب ثروةً
ولا أترجّى نيلَ جاهٍ ومَنصِبِ
ولكنّني أسعى لعزّةِ موطنٍ
أبي، إلى كل النفوسِ محبَّبِ
“تودّون باسم الدين تفريقَ أمّةٍ
تسامى بنوها فوق دينٍ ومذهبِ
وما شرعُ عيسى غيرُ شرعِ محمدٍ
وما الوطنُ الغالي سوى الأمِّ والأبِ