نبض سوريا - متابعةرة
أثارت تصريحات المتحدث الرسمي باسم "وزارة الداخلية"، نور الدين البابا، موجة واسعة من السخرية والانتقادات الحادة على منصات التواصل الاجتماعي، عقب حديثه عن ملابسات الهجوم الذي استهدف اجتماعاً مشتركاً للقوات السورية والأمريكية في مدينة تدمر، وأسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وفي تصريح لقناة الإخبارية الحكومية ، قال البابا إن الجهات المختصة كانت قد تلقت منذ أيام معلومات تتعلق بالعنصر المنفذ للهجوم، تفيد بحمله “أفكارًا متطرفة”، مشيراً إلى أن قرار فصل العنصر كان من المفترض أن يصدر يوم الأحد، كونه أول يوم دوام رسمي في الأسبوع، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت، الذي يُعد يوم عطلة إدارية في سوريا.
هذا التبرير الرسمي فتح الباب أمام موجة تشكيك واسعة، إذ اعتبر نشطاء ومحللون سياسيون واعلاميون أن الرواية تعكس خللا أمنيا جسيما ومحاولة لتبرير التقصير عبر تحميل التقويم الإداري مسؤولية حادثة أمنية خطيرة.
الناشط ماجد أبازيد أشار في تعليق متداول إلى أن الوزارة، وفق روايتها، كانت على علم بتطرف العنصر منذ يوم الأربعاء، ومع ذلك بقي في موقعه حتى نفذ الهجوم، معتبرا أن تبرير ما جرى بالعطلة الرسمية يصل إلى حد العبث، ويطرح تساؤلات حول معايير الرقابة والجاهزية الأمنية، لا سيما في موقع يُعقد فيه اجتماع حساس مع قوات أجنبية.
وفي السياق ذاته، تساءل معلقون عمّا إذا كانت حادثة أمنية بهذا الحجم ضرورية لإثبات وجود عناصر ذات فكر متشدد داخل التشكيلات العسكرية والأمنية، في ظل خطابات دينية متطرفة وسلوكيات ميدانية سابقة ووقائع شهدتها مناطق الساحل والسويداء خلال الأشهر الماضية.
من جانبه، وصف الصحفي ثامر قرقوط تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية بأنها “غير مقنعة”، مشيرًا إلى أن الاكتفاء بتقييم أمني دون اتخاذ إجراء فوري يرقى إلى مستوى الفشل الأمني، متسائلًا عن منطق ترك عنصر مصنّف كمتطرف في موقع حساس إلى حين عودته من عطلة رسمية.
بدوره، نقل الباحث السياسي محمد هويدي ما أوردته وكالة رويترز عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، بأن منفذ الهجوم كان عضوًا في قوات الأمن ويتبنى فكرًا متشددًا، وعلّق بأن هذه الرواية تطرح تساؤلات إضافية حول كيفية وصول شخص بهذه المواصفات إلى مكان اجتماع مشترك عالي المستوى، وتنفيذه الهجوم بينما كان يمارس مهامه بشكل طبيعي ضمن جهاز الأمن العام.
أما الصحفي خالد سرحان، فأعاد نشر تصريح البابا لوسائل إعلام رسمية، أكد فيه علم الوزارة منذ العاشر من الشهر الجاري بتطرف العنصر، مع تأجيل اتخاذ القرار بحقه إلى يوم الأحد، واعتبر أن هذا التبرير يعكس نمطًا متكررًا في توصيف الأحداث باعتبارها “أخطاء فردية”، بعد وقوعها، دون مقاربة جذرية للمشكلة.
وفي ختام السجال، لفت مراقبون إلى التناقض الواضح في تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية عبر أكثر من قناة إعلامية، حيث اختلفت صياغة الرواية وتفاصيلها من منبر إلى آخر، سواء في توقيت اتخاذ القرار أو في توصيف خطورة العنصر ودوره الوظيفي.