طباخ السم يتجرعه: الغرب يدفع ثمن دعمه للإرهابيين في سوريا

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - خاص 

على مدار خمسة عشر عاماً، عاش الشعب السوري تجربة مأساوية فاقمها دعم القوى الغربية، وعلى رأسها أمريكا وأوروبا، للجماعات الإرهابية في سوريا بحجة محاربة النظام، بينما الحقيقة كانت محاربة الشعب ذاته.


هذه السياسات لم تكن مجرد تدخلات عابرة، بل كانت خطة ممنهجة لإسقاط أي قدرة للمجتمع السوري على المقاومة، وتحويله إلى ضحية مستمرة، بينما نصب الإرهاب حاكمًا على أجزاء واسعة منه.


 أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، جاء بخلفية تنظيمية متطرفة مكنت من تحويل نصف المجتمع إلى بيئة خصبة للتطرف، بينما بقي النصف الآخر عاجزاً بين خوف التهجير والعنف المستمر، بلا حول ولا قوة.


في هذا السياق، لا يمكن النظر إلى الأحداث الأمنية في أوروبا وأستراليا بمعزل عن سوريا.

 في ألمانيا، أحبطت السلطات مخططًا كان يستهدف سوق عيد الميلاد في ولاية بافاريا باستخدام سيارة لدهس المدنيين، بعد أن تم توقيف خمسة مشتبه بهم بينهم سوري ومصري وثلاثة مغاربة، قبل أن يتحول المخطط إلى كارثة حقيقية. 


المخطط يعكس الواقع المترسخ منذ سنوات طويلة، حيث تم تصدير أفكار التطرف والعنف عبر شبكات تربط بين سوريا وأوروبا، لتظهر آثار التدخل الغربي على أراضي بعيدة عن الصراع الأصلي.


وفي أستراليا، شهد شاطئ بوندي في سيدني مأساة عندما فتح مسلحان النار على محتفلين بعيد حانوكا اليهودي، ما أسفر عن قتلى وجرحى وأجواء من الذعر والهلع. التحقيقات مستمرة لتحديد دوافع المنفذين وعلاقاتهم بالشبكات الإرهابية السورية المدعومة سابقا، وهو ما يظهر أن الإرهاب المدعوم في سوريا لم يعد محصورا جغرافيا، بل يمتد ليهدد المدنيين في أوروبا وأستراليا، تمامًا كما يشير ما يحدث في ألمانيا.



في سوريا، شهدت بادية تدمر هجوماً نفذه عنصر أمني سابق في جهاز الأمن العام التابع لحكومة الشرع، حيث عمل في التنظيم قبل أن يُنقل في مهمات مختلفة عبر المحافظات. عقب الحادثة، تم توقيف عشرات العناصر من الأمن العام واقتيادهم إلى قاعدة "التنف" للتحقيق.


 هذه الحوادث تؤكد أن الدول الغربية التي دعمت الإرهاب ضد نظام بشار الأسد وشعبه، مثل إسرائيل وأمريكا وألمانيا، تبدأ الآن بجني ثمار ما زرعته.


توضح هذه الوقائع أن استمرار دعم الغرب للإرهابيين، وعلى رأسهم أحمد الشرع، يهدد استقرار المنطقة بأسرها، ليس فقط داخل سوريا بل عبر القارات ،أسواق عيد الميلاد في ألمانيا وتحركات المدنيين في سيدني أصبحت أهدافًا محتملة، والتهديد يمتد إلى القوات الأجنبية داخل سوريا نفسها.


الفوضى التي بدأت منذ خمسة عشر عاما لم تترك للشعب السوري مجالًا للحماية، بل حولته إلى بيئة متطرفة جزئيا وموضع استهداف مستمر جزئيا آخر، بينما ما زالت السياسات الغربية تبحث عن حلول بعيدة عن نتائجها المباشرة.


إن العالم يرى بوضوح أن من زرع السم على الأرض السورية، سيجد أن السم يعود إليه بأشكال مختلفة: في أوروبا، في أستراليا، وفي كل منطقة كانت سياسات التدخل قد ولدت إرهابا لا يعرف الحدود.


 السياسات التي بدأت بحجة إسقاط النظام، انتهت إلى تنصيب الإرهاب حاكما على نصف الشعب السوري وتحويل النصف الآخر إلى ضحايا، مع انعكاسات مباشرة على الأمن الدولي، ما يجعل استمرار هذه السياسات طريقًا إلى دوامة لا تنتهي من العنف والفوضى والتطرف.