حملة "حلب ست الكل": بين إعادة الإعمار واتهامات بتحويل التبرعات إلى 'إتاوات"

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة 

تُواجه حملة "حلب ست الكل" المعلنة لجمع التبرعات لإعادة إعمار مدينة حلب، انتقادات حادة واتهامات بتحولها من عمل تطوعي خيري إلى ما يشبه فرض "إتاوات" غير رسمية على المواطنين، وسط دعوات ملحة للشفافية.


واتهم الناشط السياسي محمد علبي  إدارة الحملة بـ"ممارسة ضغوط معنوية وميدانية" على المواطنين، بما في ذلك طلاب المدارس، لحثهم على تقديم تبرعات بمبالغ كبيرة، في خطوة وصفها بـ"الفضيحة" التي تحوّلت فيها التبرعات الطوعية إلى مبالغ "مفروضة".


وتحولت التساؤلات من نطاق فعالية الحملة إلى جوهرها، حيث يتساءل مراقبون عما إذا كان الهدف الحقيقي هو "جمع التبرعات" أم تحويل المبادرة إلى "وسيلة لجني الأموال" تحت ستار المساعدة الإنسانية.


 وأشارت تقارير إلى أن آليات جمع التبرعات تتضمن منح مميزات مثل تسمية شوارع أو إقامة تماثيل مقابل تبرعات ضخمة، مما دفع ناشطين إلى وصف الأمر بـ"المزاد العلني على هوية المدينة وذاكرتها".


من جهة أخرى، أثار العنوان الرمزي للحملة "حلب ست الكل" جدلاً آخر، حيث رأى مراقبون أنه لا يعكس الواقع المرير للمدينة التي ما زالت تعاني من جراح الحرب وآثار الدمار والتشرد، معتبرين أن اللقب قد يحمل دلالات "تتكبر" على معاناة الناس.


وعبر منصات التواصل الاجتماعي، عبّر نشطاء عن رفضهم لهذه الممارسات وكتب أحدهم: "حلب ليست للبيع.. أسماء شوارعها تحمل ذاكرة ودماء شهداء، ولا يمكن أن تتحول إلى سلعة".


بينما طالب آخر بـ"تسليط الضوء على الأبعاد الأخلاقية والإدارية للحملة والشفافية الكاملة في جمع الأموال ومسارات صرفها".


فيما لم يصدر حتى الآن رد رسمي مفصّل من القائمين على الحملة على هذه الاتهامات، تؤكد مصادر مطلعة على أن الحملة لا تزال في إطارها التطوعي الخيري.


ويطالب مراقبون الجهات المشرفة بتوضيح آليات عملها وضمان الشفافية، مؤكدين أن "حلب الجريحة بحاجة إلى مساعدة حقيقية تحفظ كرامة أهلها وتراثها، ولا تستغل حاجتهم".