نضال معلوف: صمت دمشق على تصريحات ترامب حول الجولان «تنازل ضمني» يثبت ارتهان القرار الوطني

  • A+
  • A-

نبض سوريا - متابعة 

اعتبر الكاتب والصحفي نضال معلوف أن قوة بروباغندا السلطة السورية اليوم لا تكمن في قوة حججها، بل في غياب أي تفنيد جدي لها.


وأشار معلوف في منشور تحليلي الى أنه ورغم وسط صمت وقاحة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن منح الجولان لإسرائيل  فقد سارعت الأذرع الإعلامية والمقرّبة من السلطة إلى تبرير صمت الحكومة الانتقالية عبر حجج من قبيل أن القضية «حدث تاريخي وانتهى»، وأن «لا توقيع جديداً جرى»، وأن المشكلة «موروثة عن نظام الأسد»، إضافة إلى وصف الاعتراف الأميركي بأنه «استعراضي».


وأوضح معلوف أن تصريحات ترامب لا تتعلق بسرد تاريخي، بل تؤكد سياسة حالية، معتبراً أن الصمت الرسمي السوري حيالها يشكل، وفق الأعراف الدبلوماسية، «قبولاً ضمنياً» بتثبيت هذا الواقع في المرحلة المقبلة.


 وأضاف أن التنازل في السياسة الدولية لا يحتاج بالضرورة إلى توقيع، مشيراً إلى أن تزامن تصريحات ترامب مع رفع العقوبات عن الحكومة الجديدة، في ظل غياب أي موقف رسمي من دمشق، يوحي بوجود «مقايضة صامتة» أخطر من أي اتفاق معلن.


ورفض معلوف حجة «الإرث»، مؤكداً أن من يتولى الحكم يرث كامل ملفات الدولة، وفي مقدمتها القضايا السيادية، وعلى رأسها الجولان، معتبراً أن إصدار بيان واضح يرفض التصريحات الأميركية كان كفيلاً بإثبات أن الحكومة الحالية تمثل «سلطة ثورة وكرامة»، لا «سلطة موظفين».


كما وصف معلوف التقليل من أهمية الاعتراف الأميركي بأنه «تسطيح خطير»، لافتاً إلى أن الاعتراف الأميركي يترتب عليه آثار قانونية وسياسية حقيقية، وأن الصمت الرسمي يعكس خشية من إغضاب واشنطن، ما يدل على أن السيادة والقرار الوطني «منقوصان ومرتهنان للرضا الأميركي».


وختم معلوف بالقول إن هذه المواقف تعزز القناعة بأن السلطة الفصائلية مستعدة للتنازل عن مقومات السيادة السورية مقابل الاستمرار في الحكم، متسائلاً في الوقت نفسه عن موقف السوريين أنفسهم إزاء ما يجري.