نبض سوريا - دمشق
أعلنت وزارة الثقافة السورية في حكومة الأمر الواقع عن إلقاء القبض على شبكة إجرامية متورطة في سرقة آثار من المتحف الوطني، في فضيحة جديدة تهز المؤسسة المعنية بحماية التراث، حيث تبين أن العقل المدبر للشبكة هو مسؤول رفيع داخل المديرية العامة للآثار والمتاحف نفسها.
وكشف البيان الرسمي عن تفاصيل القبض على رأس الشبكة المدعو "ط. ح"، الذي اعترف بجريمته وقدّم معلومات عن شركائه.
وأظهرت التطورات والمعلومات أن "هوية المتهم هو طارق الحامض الذي يشغل منصب مدير العلاقات العامة في المديرية، وهو مندوب من الإدارة السياسية، وقد تم تعيينه حديثاً في هذا المنصب الحساس رغم عدم امتلاكه أي اختصاص أو خلفية أكاديمية في مجال الآثار.
ووفقاً لمصادر إعلامية، فقد كان الحامض يُعتبر من الحلقة الإدارية المقربة من مواقع القرار داخل المديرية، حيث كان اليد اليمنى للمدير العام أنس حج زيدان، مما أثار تساؤلات جدية حول آليات التعيين ومنح الصلاحيات المتبعة.
ولم تكن هذه أول مرة يبرز فيها اسم الحامض في ملف حساس، فقد سبق أن شارك ضمن وفد رسمي سوري في مؤتمر دولي حول إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية عُقد في مدينة لوزان السويسرية خلال تشرين الأول2025، إلى جانب شخصيات أخرى غير مختصة مثل رأفت الشيباني شقيق وزير الخارجية أسعد الشيباني ، مما أثار انتقادات واسعة بسبب تغييب الخبرات الأثرية الحقيقية عن الملفات التاريخية بالغة الأهمية.
وقال ناشطون ومهتمون بالشأن التراثي إن الإعلان عن تفكيك شبكة سرقة الآثار لا يمكن فصله عن سياق من الفضائح السابقة المتعلقة بإهمال المواقع الأثرية، وضعف الرقابة على المستودعات، وغياب التحقيقات الجدية، إلى جانب استهتار بعض المسؤولين بالملف الأثري.
وتزامن الكشف عن هذه الشبكة مع تعرّض مركز الوثائق التاريخية التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف، ليلة الثلاثاء والأربعاء، لعملية سرقة كبيرة طالت معلومات حساسة ومعدات إلكترونية وحواسيب وأقراص تخزين، بالإضافة إلى أعمال تخريب في أجهزة التكييف وسرقة كابلات وأسلاك كهربائية.
ويحتفظ هذا المركز بما يقارب خمسة ملايين وثيقة تاريخية نادرة تغطي حوالي خمسة قرون، منها آلاف سجلات المحاكم العثمانية التجارية والقانونية، إلى مجموعات خاصة من الأوراق والرسائل والوثائق التي توثّق مراحل تأسيس الدولة السورية ودور الشخصيات البارزة فيها، علماً أن آلافاً من هذه الوثائـق تُصنّف على أنها وحيدة من نوعها ولا توجد في أي مكان آخر في العالم.