نبض سوريا - متابعة
تحدّثت صحيفة البناء اللبنانية عن تصاعد مؤشرات التنسيق التركي–السوري لإنهاء الوضع القائم في شمال شرق سورية، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالتزامن مع تزايد الحديث عن نهاية العام الجاري كموعد نهائي لتطبيق اتفاق آذار الماضي، المتعلق بدمج قسد في مؤسسات الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الوفد التركي الرفيع إلى دمشق، برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان وضمّ قادة عسكريين وأمنيين، حملت رسائل مباشرة بهذا الاتجاه، وسبقت بساعات انفجار الوضع العسكري في مدينة حلب، قبل أن تنجح مساعٍ أميركية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وبحسب البناء، فإن خيار المواجهة العسكرية، رغم حضوره في الحسابات التركية والسورية، يبقى محفوفاً بمخاطر توسّع الصراع، إذ إن فتح جبهة الشمال قد يدفع دروز السويداء إلى فتح جبهة جنوبية ضد حكومة دمشق، انطلاقاً من قناعتهم بأن أي حسم ضد “قسد” سيجعل دورهم لاحقاً في استهداف صيغة حكمهم الذاتي.
ولفتت الصحيفة إلى أن “إسرائيل”، بوصفها المنافس الإقليمي الأبرز لتركيا في سورية، لن تتردد في تحريض السويداء ودعم تحركاتها، وقد تصل إلى توفير غطاء ناري يستهدف عمق دمشق، في إطار سعيها لمنع تركيا من تحقيق حسم شمالاً، لما يحمله ذلك من تعزيز لنفوذها وتقوية لموقع حكومة دمشق، إضافة إلى ما يوفره شمال شرق سورية من موارد اقتصادية، وفي مقدمتها النفط وإنتاج الطاقة.
وأكدت البناء أن الولايات المتحدة تبقى الطرف الضابط لإيقاع التوتر بين دمشق وقسد وكذلك بين تركيا و”إسرائيل”، معتبرةً أن واشنطن باتت أكثر ميلاً إلى التوازن بين أنقرة وتل أبيب، في ظل تراجع القدرة الاستراتيجية الإسرائيلية، والحاجة الأميركية المتزايدة إلى الدور التركي، ولا سيما في الملفات الإقليمية المفتوحة، وفي مقدمتها غزة.
وختمت الصحيفة بالقول إن سيناريو الحرب التركية–السورية ضد قسد كما الحرب الإسرائيلية على لبنان، يبقى احتمالاً قائماً، لكنه مرتفع الكلفة وضعيف فرص النجاح، ما يجعله في المرحلة الراهنة أداة ضغط سياسية أكثر منه خياراً عسكرياً قابلاً للتنفيذ.