نبض سوريا - متابعة
وصف الصحفي السوري ثامر قرقوط تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأخير حول العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مع بعض مكونات المجتمع السوري، بأنه "يدرج ضمن إطار المال السياسي المدفوع مقابل الدفاع عن أخطاء الجولاني في سوريا عامة، وبحق الدروز خاصة".
جاء ذلك في مقال تحليلي نشره قرقوط على صفحته بموقع "فيسبوك"، أكد فيه أن التقرير لم يكشف حقائق جديدة، بل جاء في "توقيت بالغ الحساسية" ليكون بمثابة "برداً وسلاماً على سلطة الجولاني"، مشيراً إلى أن سرديته "تتقاطع حتماً مع سردية حكومة الأمر الواقع" وتخلق مبررات لمجازر تموز الماضي في محافظة السويداء، ومقتلة نيسان المنصرم في صحنايا وأشرفية صحنايا.
استناد إلى مصادر مجهولة
تساءل الصحفي السوري عن مصداقية التقرير الذي استند، حسب وصفه، إلى آراء نحو 20 مسؤولاً إسرائيلياً وأمريكياً سابقاً وحالياً، بالإضافة إلى ما أسماهم "قادة دروز"، جميعهم فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم وأوضح أن القضية المطروقة "حساسة ولكنها ليست جديدة".
تفنيد تفاصيل التقرير
قام قرقوط بتفنيد عدد من النقاط الواردة في التقرير، موضحاً أن، المساعدات المالية المذكورة تصل إلى السويداء منذ 2011، وهي في غالبيتها تأتي من دروز إسرائيل كمواطنين وليس من حكومتها، وكان نظام الأسد السابق يتقاسم مع دروز سوريا في هذه الأموال مقابل السماح بدخولها.
وأضاف أن، قضية الرواتب "موجودة لكنها ليست كما ذكرها التقرير"، لأن المبلغ الضخم البالغ نحو نصف مليون دولار شهرياً "لا أحد يسدده".
وأشار إلى أن " من رمى العتاد 500 بندقية وذخيرة ودروع واقية في جنح الظلام والذي نجده في اي قرية نائية في سوريا ، استعاد رفات الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" ومقتنياته التي كانت بيد السلطة في دمشق لا بيد الدروز.
واما بشأن دعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قال إنه كان موجوداً منذ بداية الحراك السلمي في السويداء، وشمل تدريباً وعوناً طبياً وغذائياً بعد مجازر تموز، لكن دفع مبالغ مالية "بحاجة إلى إثبات".
وبين أن "التنسيق مع الخارجية الأمريكية عبر أشخاص مثل الشيخ حكمت الهجري، هو أمر معلن ومعروف، وتمت مواجهته بانتقادات علنية سابقاً".
توقيت التقرير وأهدافه
أكد الكاتب أن التقرير "ألقى حجراً في المياه الراكدة"، مشيراً إلى أنه يأتي في إطار الخلاف بين إدارة ترامب السابقة وحكومة نتنياهو حول التعامل مع السلطة الحاكمة في سوريا، حيث تعتبر إسرائيل موقف واشنطن من "الجولاني" ساذجاً.
اختتم قرقوط بالقول إن القضية الأساسية لأهالي السويداء ليست في "دعم إسرائيلي أو موقف واشنطن"، بل في أن "هيئة تحرير الشام والتي زعمت أنها حررت سوريا، قتلت نحو أربعة آلاف شخص مدني أعزل في السويداء، حرقت نحو 12 ألف منزل في 36 قرية، ونزح قرابة 200 ألف مواطن"، مع الإشارة إلى وجود مختطفات وجثث لم تدفن.
ورأى أن نشر التقرير "يعيد قضية السويداء إلى الواجهة، ويبث الروح ثانية بمطالب أهاليها، وبالذات أولياء الدم".