نبض سوريا - متابعة
حذّر الناشط والصحفي السوري "نضال معلوف" في منشور موسّع وجهه إلى أهله من الطائفة السنية في سوريا، من منحى خطير تتّجه إليه التطورات الأخيرة في البلاد، مؤكداً أن استمرار هذا المسار سيكون له آثار كارثية على المدن ذات الغالبية السنية.
وأشار معلوف إلى أن موجة واسعة من التخوين تقودها وسائل إعلام خليجية، وتتبنّاها وسائل إعلام محلية رسمية وغير رسمية، مع تغذية من قبل مؤثرين محسوبين على الأكثرية والإدارة الجديدة.
وأكد أن التعميم الذي تتبناه بعض الوسائل الإعلامية الخليجية في وصف مكونات كاملة بعمالة أو انفصاليين ليس أمرًا بريئًا، محذرًا من أن انجرار السلطات السورية وراء هذا الخطاب يعدّ أمرًا في غاية الخطورة.
واستشهد معلوف بتصريح لأحد المؤثرين الشهيرين، ادّعى فيه وجود تنسيق بين "الهجري" و"قسد" وغزال غزال من غرفة عمليات مشتركة من تل أبيب، متسائلاً عن تداعيات تبني مثل هذا السيناريو.
وأوضح معلوف أن إدارة الشرع لن تتمكن من إخضاع كل المكونات بالقوة والإجبار، وحتى في حال إخضاع البعض منها مؤقتًا، فلن تستطيع تحقيق ذلك مع الجميع بشكل دائم.
وتساءل عن النتيجة التي يمكن أن تترتب على تبني خطاب وممارسات تعزز العداء بين الأكثرية وباقي المكونات.
وتوقع الناشط السوري أن يؤدي استمرار هذا المنحى إلى انفصال المكونات الأخرى عن المركز، خاصة مع وجودها خارج سيطرة إدارة الشرع، ومع وجود قرارات دولية وأممية تراقب الوضع.
وأشار إلى أن ذلك لن يقتصر على حدود جغرافية فحسب، بل سيتعداه إلى حدود من الكراهية والعداء وثأر متبادل بين الأطراف.
وحذر معلوف من أن المناطق التي تسيطر عليها الأكثرية قد تتحول إلى "كانتون مغلق" معزول، يفتقر إلى الموارد والحدود والقدرات، بينما تتمتع المكونات الأخرى بمناطق مفتوحة تسيطر على الحدود البرية والبحرية والموارد الطبيعية.
وردًا على من قد يرى في كلامه تهويلاً، دعا معلوف إلى النظر إلى الخريطة السورية الحالية، حيث يتم حصار المناطق ذات الأكثرية السنية من الجنوب بواسطة إسرائيل، ومن الشمال الشرقي بأميركا عبر قوات سوريا الديمقراطية، ومن الشمال بتركيا عبر الجيش الوطني، وفي الساحل بروسيا التي تنتظر الفرصة المناسبة لعزل المنطقة.
وأكد معلوف أن تغيير هذا الواقع لا يكون بالتحريض أو التخوين أو الاستعلاء أو التهديد، بل بالحكمة في الطرح. وتساءل عن كيفية العيش وحكم مناطق يُنظر إلى سكانها على أنهم "ملايين الخونة".
ورأى الناشط الصحفي في منشوره أن نتيجة هذه السياسة ستكون كارثية، وأن الكارثة الأكبر ستقع على الأكثرية السنية نفسها.
ودعا إلى تحويل الخطاب من خطاب عداء وكراهية إلى خطاب وطني جامع، مؤكدًا أن المنقذ الوحيد من هذه الكارثة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع الأطراف على مائدة واحدة وتبدأ مسار عملية ديمقراطية جامعة.
وحذّر معلوف في ختام منشوره من أن رفض هذا المسار سيكون بمثابة رحلة باتجاه واحد نحو الجحيم، داعيا إلى تقييم المشهد بالعقل وليس بالغرائز.