الشيخ غزال غزال في حوار حصري لـ"The Cradle": الحل الوحيد يمر عبر إرادة الشعب واللامركزية السياسية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة 

أكد الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، رفضه القاطع لأي مفاوضات سياسية شكلية مع الحكومة الانتقالية، ما لم تُرافق بضمانات دولية ووقف فوري للانتهاكات وإطلاق سراح المعتقلين.


جاء ذلك في حوار خاص أجراه الموقع معه كأولى حلقات سلسلة لقاءات مع شخصيات فاعلة في المشهد السوري.


وأوضح الشيخ غزال، الذي برز كأحد أبرز الأصوات العلوية بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، أن ما عرضته الحكومة الانتقالية لم يكن حواراً سياسياً حقيقياً، بل "عرضاً إعلامياً مستهلكاً وإملاءات" تهدف إلى تحسين صورتها دولياً دون ضمان مواطنة كاملة للمكون العلوي.



حدّد الزعيم العلوي شروط أي تفاوض مستقبلي، مشترطاً "وجود ضمانات دولية على أساس الفيدرالية السياسية، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين المغيبين، ووقف القتل والانتهاكات"، ضمن مسار دستوري توافقي لا مركزي يشمل جميع المكونات. 


ووصف اللقاءات التي أجريت مع بعض ممثلي الطائفة بأنها "شكلية"، مؤكداً أن شرعية التمثيل يجب أن يمنحها الشعب وحده.


دافع الشيخ غزال عن مشروع الفيدرالية واللامركزية السياسية كـ"حل للدول التي عانت من صراعات أهلية دامية"، مشيراً إلى دعم دولي لهذا التوجه من قبل قوى معنية بالشأن السوري. 


ورأى أن رفض الحكومة الانتقالية للطرح يعكس "طبيعتها الاستبدادية"، مؤكداً أن إرادة الشعب هي من ستحسم الأمر.


ورداً على اتهامات بالسعي لتقسيم البلاد، قال غزال: "من يدفع سوريا نحو الحروب الأهلية عبر الانتهاكات المستمرة وسياسات الإقصاء هم من يجب توجيه الاتهام لهم"، مشيراً إلى أن أول من طبق حكماً ذاتياً منفصلاً كانت هيئة تحرير الشام في إدلب.


تحذير من الانزلاق نحو العنف

على الرغم من تفضيله الحل السلمي، حذر الشيخ غزال من أن استمرار انتهاكات "سلطة الأمر الواقع" ضد العلويين قد يدفع نحو مسارات عنفية، داعياً المجتمع الدولي للضغط لوقف الاستفزازات.



 وأكد أن باب التواصل مفتوح مع جميع الدول الفاعلة، شريطة أن تخدم هذه الاتصالات مصلحة الشعب وحقه في تقرير المصير.


ختم الشيخ غزال حديثه برسالة إلى أبناء طائفته: "أيها العلويون، لكم القرار، ولكم المصير، وأنتم من يحدد المطالب، ولن نرضى بغير ذلك"، معيداً التأكيد على تمسكه بخيار الحراك الشعبي السلمي لتحقيق الأهداف.


يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه مناطق سورية، بما فيها الساحل، ظروفاً أمنية واقتصادية صعبة، وسط جدل متصاعد حول شكل الدولة المستقبلية وطبيعة النظام السياسي الذي سينجم عن المرحلة الانتقالية.


ويعد الشيخ غزال (63 عاماً) من أبرز الوجوه الدينية والسياسية العلوية. درس الشريعة في جامعة دمشق ولندن، وشغل منصب مفتي اللاذقية سابقاً. قاد دعوات لمظاهرات سلمية وإضراب عام في المناطق العلوية خلال 2025، وشارك في "كونفرانس الحسكة" لدعم مطالب الفيدرالية.