نبض سوريا -متابعة
شنت قوات تتبع لما يُعرف بـ "الأمن العام" التابع لسلطة الأمر الواقع في سوريا، فجر اليوم، حملة اعتقالات واسعة وممنهجة في محافظات اللاذقية وطرطوس وجبلة وحمص ، مستهدفة عشرات المدنيين من الرجال والنساء، بينهم ناشطون ومثقفون وشخصيات اعتبارية، على خلفية مشاركتهم في تظاهرات سلمية دعا إليها المجلس الإسلامي العلوي.
ووفقاً لمصادر أهلية وتقارير محلية، فإن الحملة الأمنية، التي تزامنت مع انتشار كثيف للقوات واقامة حواجز طرق مفاجئة، طالت ما يزيد عن 45 مواطناً في عمليات مداهمة متفرقة، حيث ركزت بشكل لافت على أحياء الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية، فيما تمت تصفية الأجواء أمنياً في مناطق أخرى.
وأفادت المصادر لوكالة "نبض سوريا" بأن قائمة المعتقلين شملت معلمة للغة الفرنسية، والشيخ أحمد حبيب، إضافة إلى أستاذ مدرسة تم اعتقاله في ريف القرداحة ببلدة قلعة المهالبة. كما ألقت القوات القبض على الكاتب والناشط "أكثم ديب أبو لمك" في ريف جبلة، وعشرات المواطنين من حي الجبيبات الشرقي في مدينة جبلة، وذلك بسبب مشاركتهم المزعومة في فعاليات احتجاجية سلمية.
وفي تطور مثير للاستنكار، أكدت المصادر أن قوات "الأمن العام" امتنعت عن ملاحقة أو اعتقال من قاموا بأعمال شغب وتخريب للممتلكات العامة في اليوم السابق، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن الحملة الحالية ذات دوافع طائفية انتقائية، تفتقر إلى الدافع الوطني أو الأمني الحقيقي لتحقيق الاستقرار، وفقاً لتوصيف المصادر.
ولم تكن الحملة مقصورة على الاعتقالات فحسب، بل شهدت أعمال عنف مفرط، ففي حي السبيل بمدينة حمص، هاجمت مجموعات مسلحة يشار إليها محلياً بـ "الشبيحة" منزلاً في محاولة لاختطاف المدرس باسل الضايع.
وعندما طالبهم بورقة نظامية تثبت هويتهم أو مهمتهم، قاموا بسحب أسلحة بيضاء ونارية واعتدوا عليه وعلى أبنائه معززين اعتداءهم بشتم طائفي، وعندما حضرت دوريات "الأمن العام" إلى المكان، غادر المسلحون دون أي مساءلة، واقتصر عمل الدوريات على اعتقال الأستاذ باسل وأبنائه.
وتشير المعلومات الواردة من الميدان إلى أن الحملة الاعتقالية لا تزال مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وسط حالة من التوتر الأمني الشديد وترقب شعبي في المناطق المذكورة، فيما لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات التابعة للنظام السوري لتوضيح ملابسات هذه الاعتقالات الواسعة أو تبرير أعمال العنف المرافقة لها.