ناتو الشرق الأوسط".. هل تلعب إسرائيل دور الحارس الإقليمي؟

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  مقال


إسرائيل لم تُخفِ يومًا أطماعها في الجولان السوري، لكنها اليوم تتحرك بسرعة غير مسبوقة، مستغلة الفراغ الذي خلّفته الحرب في أوكرانيا وانشغال القوى الكبرى بملفات أخرى. إعلان نتنياهو أن قواته ستبقى "إلى أجل غير مسمى" ليس مجرد توسع عسكري، بل خطوة مدروسة تحمل رسائل متعددة؛ فهي تضغط على روسيا المتراجعة، وتحاصر إيران وحزب الله عبر قطع شريانهم الاستراتيجي، وتستغل قضية الدروز لإحداث شرخ مجتمعي قد يُبرر تدخلات أعمق مستقبلًا. لكن السؤال الأهم: هل ما يحدث هو مجرد احتلال إضافي، أم أن تل أبيب تسعى لتنفيذ مخطط أوسع؟ النظريات المطروحة تكشف أبعادًا مثيرة؛ فهناك من يرى أن إسرائيل تعمل وفق مشروع "إسرائيل الكبرى" لإعادة رسم الحدود بما يشمل أجزاء من سوريا ولبنان، بينما يشير آخرون إلى "صفقة ظل" بين واشنطن وتل أبيب تُتيح لإسرائيل التوسع مقابل تنازلات في قضايا أخرى. وبالتوازي، هناك تسريبات حول احتياطات ضخمة من الغاز والنفط في الجولان، مما يجعل من الاحتلال الإسرائيلي جزءًا من "لعبة موارد" كبرى تُعيد تشكيل خريطة الاقتصاد الإقليمي. ومن زاوية أخرى، تتحدث تقارير عن عمليات تهجير ممنهجة في الجنوب السوري قد تؤدي إلى تغيير ديموغرافي يخدم مصالح إسرائيل على المدى الطويل. والأخطر من ذلك، أن تحركات تل أبيب تشير إلى دور جديد كـ"وكيل عسكري" للغرب في المنطقة، عبر مشروع غير معلن لـ"ناتو شرق أوسطي" تقوده إسرائيل لكبح نفوذ إيران وروسيا والصين.