نبض سوريا - متابعة
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تحول استراتيجي في العلاقات السورية الروسية، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو التي وصفتها بأنها "مفاوضات سرية" تهدف إلى إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية.
وأفادت الصحيفة أن القيادة السورية الجديدة أطلقت حواراً مباشراً مع روسيا في خطوة تهدف إلى تجاوز مرحلة العداء السياسي السابق بين البلدين، حيث يمتلك الطرفان مصالح استراتيجية مشتركة في طي صفحة الماضي في خطوة تربك الغرب الذي سعى منذ سقوط الحكم بدمشق الى دعم الحكومة الانتقالية .
ونقل التقرير عن الباحثة في معهد "بروكينغز" الأميركي، أصلي آيدن تاش باش، تحليلها أن الرئيس الشرع "يغلب النهج البراغماتي على الاعتبارات الأيديولوجية، في سعيه لتعزيز موقعه الإقليمي دون خلق أعداء جدد".
كما أشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحليف الإقليمي للرئيس الشرع، قد يوجهه لمراعاة التوازن الدقيق بين مخاطر إغضاب الشركاء الغربيين والمكاسب المحتملة من التقارب مع موسكو.
ولفت التقرير إلى أن روسيا تسعى جاهدة للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا من خلال قواعدها الجوية واستمرار استخدام ميناء طرطوس الاستراتيجي، الذي يشكل نقطة ارتكاز حيوية لقواتها في شرق المتوسط.
من جهة أخرى، أكد التقرير أن موسكو وفرت دعماً اقتصادياً حيوياً لدمشق عبر تزويدها بالنفط والحبوب بأسعار تفضيلية، بينما تبقى سوريا بحاجة ماسة للدعم السياسي الروسي في المحافل الدولية، وخاصة داخل مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الشرع ووزير داخليته أنس خطاب المدرجين بقائمة الإرهاب.
وبحسب الباحث عابد الثلجي، فإن دمشق "تعتمد بشكل حاسم على الدعم الدبلوماسي الروسي"، لاسيما في ظل استمرار العقوبات الدولية على مسؤولين سوريين كبار، والتحديات المتعلقة بملف فض الاشتباك مع إسرائيل.
ويشكل هذا التقارب تحولاً جوهرياً في المسار السياسي لدمشق، التي تعيد حساباتها الإقليمية في إطار سعيها لتحقيق الاستقرار الداخلي وضمان دعم اقتصادي وسياسي مستدام.