التايمز البريطانية: مجزرة العلويين تحطم السلام الهش في سوريا

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

لايزال الإعلام الغربي يتابع بدقة مجريات الأحداث في الساحل السوري بعد ارتكاب مجازر أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص من بينهم عائلات بكامل أفرادها من قبل فصائل تابعة للإدارة العامةفي دمشق.


 صحيفة التايمز البريطانية نشرت مقالا مفصلا حول تطور الأحداث الدراماتيكي في سوريا في ظل حكومة الشرع.


وقالت الصحيفة، إن  المجزرة الجماعية استهدفت العلويين على يد ميليشيات سنية - بعضها تحت سيطرة مباشرة من الحكومة  لكن العديد منها كان من خارجها - إضافة إلى مسلحين مدنيين سنة جاءوا طلبا للانتقام. 


وذكرت الصحيفة عندما بدأت السلطات الجديدة بالدخول إلى الساحل السوري  تداعت المدن الموالية للحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، القائد السابق في القاعدة وزعيم المتمردين، علت مكبرات الصوت في المساجد السنية بنداءات للجهاد، بينما انطلقت القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها في قوافل باتجاه الساحل.


واردفت الصحيفة، بدأت عمليات القتل في بانياس في اليوم التالي لاشتباكات مع عناصر تسمي نفسها المقاومة الشعبية في الساحل كانوا قد غادروا بالفعل بحلول الوقت الذي وصلت فيه قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها وبدأت في اعتقال الرجال، وفقا لما قاله بشير، أحد السكان الذي فقد والده وعمه وشقيقه في المجزرة. وأضاف أن القوافل دخلت دون مقاومة.


وقال بشير: كان السؤال الوحيد الذي يطرحونه: “علوي؟” . “لا شيء عن الانتماء للنظام السابق أو امتلاك أسلحة. مجرد سؤال واحد: هل أنت علوي؟”


وأضاف أنه إذا كانت الإجابة نعم، فكان الشخص يُعدم. أما من ادّعوا أنهم سنة، فقد طُرحت عليهم أسئلة دينية. “حتى بعض السنة انتهى بهم الأمر بالقتل لأنهم لم يعرفوا الإجابات”.


بشير هو واحد من عدة شهود تحدثوا إلى صحيفة ذا تايمز عن عمليات القتل الجماعي.


ونقلت الصحيفة عن بشير قوله كانوا يتصرفون  على مزاج كل فصيل، وتابع للصحيفة أولا، تم اقتياد عمه، وهو متقاعد يبلغ من العمر 69 عاما، إلى سطح المبنى مع جميع السكان الذكور وتم إعدامه. في وقت لاحق، اقتحم مقاتلون، بينهم أجانب انضموا إلى المتمردين خلال حكم الأسد، منزل والده، حيث كان شقيقه قد لجأ أيضا.


“شقيقي، وهو مدرس، ووالدي قُتلا مع جميع الرجال في المبنى. حتى أن المهاجمين كانوا برفقة شيخ. جميعهم كانوا شيشانيين، باستثناء شخص محلي واحد، كان هو من يتحدث إلى الناس”.


واوضحت الصحيفة أنةبشير نجا من مصير مشابه من خلال الاختباء في مبنى قيد الإنشاء، حيث أخفى نفسه بين قطيع من الأغنام عندما جاء المسلحون لتفتيش المكان. تمكن من الفرار عندما جلسوا لتناول الإفطار في المساء خلال شهر رمضان. اتصل بصديق سني، الذي جاء لاصطحابه ونقله إلى حي سني في المدينة.


واضافت الصحيفة "كانت هذه أسوأ موجة عنف منذ الحرب الأهلية، ومنذ ذلك الحين، يعيش أبناء الطائفة العلوية، الذين يشكلون نحو 10% من سكان البلاد، في خوف دائم.

وتساءلت الصحيفة كيف أنه ماجرى كان بعد تعهدت الحكومة الجديدة بمعاملة جميع السوريين على قدم المساواة، لكن الشرع كان قد قال أيضا إن ضباط الأسد، وكثير منهم من العلويين، الذين ارتكبوا جرائم مثل التعذيب وعمليات القتل الجماعي، سيحاسبون.


وبينت الصحيفة "كان العديد من السنة قد أصبحوا يكرهون مواطنيهم العلويين خلال الحرب الأهلية، التي تركت سوريا منقسمة طائفيا بعمق"،  و"كانت هناك آمال بأن يؤدي سقوط الأسد إلى مداواة جراح البلاد، لكن المشاهد التي جرت خلال الأسبوع الماضي عمّقت تلك الجراح وزادت من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل سوريا".


ونوهت الصحيفة انه مرة أخرى، بدأ اللاجئون بالفرار من البلاد، وهذه المرة كان الآلاف من العلويين، الذين عبروا المياه باتجاه لبنان. وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي السورية تُظهر عمليات إعدام جماعي وسوء معاملة وإهانة للأسرى، مما أعاد إلى الأذهان أهوال الحرب السابقة، مضيفة أنه "عندما بدأت عمليات القتل الأخيرة تخرج عن السيطرة، ناشدت الحكومة الميليشيات والمسلحين المدنيين بالانسحاب وترك الأمر لقواتها الأمنية ":لكن لم ترضخ لهذه النداءات.


وختمت الصحيفة، وجهت هذه المجازر  ضربة للشرع، الذي سعى لإزالة اسمه من قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب ماضيه المرتبط بتنظيم القاعدة، وبينت أن العنف الأخير سيزيد من الشكوك حول حكومته الجديدة، التي أعلنت هذا الأسبوع عن إطار دستوري جديد يبقيها في السلطة لمدة خمس سنوات.