نبض سوريا -متابعة
تشير تطورات متلاحقة إلى اقتراب مشروع تقسيم سوريا من مرحلة التفعيل العملي، مع تزايد الحديث في الأوساط السياسية الغربية عن إمكانية إعلان منطقة ساحلية غربية ذات كيان مستقل.
وكشف وليد فارس، المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن مقترح يدعو إلى تسمية الساحل السوري والمناطق الجبلية المحيطة به باسم "سوريا الغربية"، في إطار مناقشات جادة داخل العواصم الغربية لإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة عبر قرار دولي يُتوقع أن يكون نهائيًا.
تركز التصريحات على أن المنطقة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط حتى ريف حمص الغربي قد تشهد استفتاءً دوليًا لتحديد مصيرها، سواء عبر البقاء ضمن الكيان السوري أو الانفصال تحت مظلة حماية دولية، وذلك بسبب الأحداث الدموية التي شهدتها خلال السنوات الماضية. يُنظر إلى هذه الخطوة كمحاولة لترسيخ كيان منفصل ذي طابع علوي، مع تأكيد مصادر أن الوثائق الأولية للمشروع تتضمن خيارًا صريحًا للسكان حول الهوية السياسية المستقبلية لمنطقتهم.
من جهة أخرى، تتكيف دول أوروبية مثل ألمانيا مع المتغيرات الجديدة، حيث بدأت برلين في تقبل التعامل مع الحكومة السورية في دمشق كخيارٍ عملي رغم تحفظاتها الأيديولوجية. يعود هذا التحول إلى الضغوط الناجمة عن وجود ما يقارب مليون لاجئ سوري على أراضيها، أغلبهم من خلفيات توصف بأنها "غير قادرة على الاندماج" وفق تصريحات رسمية ألمانية.
وتبرر الحكومة الألمانية خطوتها بالحاجة إلى حل أزمة اللاجئين، خاصة بعد زوال المبرر القانوني لإبقائهم تحت الحماية الدولية مع تراجع المخاطر الأمنية في سوريا.
تُرى هذه التحولات كجزء من مسار متشابك؛ فبينما تُسرع واشنطن نحو تفكيك الكيان السوري عبر إنشاء منطقة غربية منفصلة، تعتمد برلين سياسة واقعية لتحقيق استقرار مؤقت عبر إعادة العلاقات مع دمشق. يُتوقع أن تؤدي هذه الخطوات مجتمعةً إلى إعادة رسم الحدود السورية بشكل جذري، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على التوازنات الإقليمية ومستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط.