نبض سوريا - دمشق
تشهد أسواق دمشق ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار ملابس "البالة"، التي كانت تُعتبر المتنفس الوحيد للطبقات محدودة الدخل، ما يُفاقم معاناة الأسر وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون، بسبب البطالة والتوترات الأمنية التي تحدّ من حركة المواطنين خوفاً من المخاطر المحيطة.
وأكّد باعة محليون أن فرض رسوم جمركية جديدة على استيراد هذه الملابس في منطقة "سرمدا" بريف إدلب أدى إلى انخفاض الكميات المُتدفقة إلى الأسواق، ما انعكس على زيادة الأسعار.
وأوضح أحد الباعة أن التكاليف الجمركية ارتفعت بشكل كبير مقارنةً بما كانت عليه سابقاً، ما اضطر التجار إلى رفع أسعار القطع الواحدة، مما سيُقلّص هوامش الربح ويُرهق المستهلكين.
من جهته، أشار أمين سر جمعية حماية المستهلك "عبد الرزاق حبزة" إلى أن أسعار "البالة" تتأثر بتقلبات سعر الصرف، لكونها بضائع مُهربة تدخل إلى شمال سوريا بشكل غير نظامي، ولا تخضع لأي ضوابط تسعيرية رسمية. وأضاف أن فرض الرسوم الجمركية مؤخراً، وإن كانت منخفضة نسبياً، لم يُحدّ من تضخم الأسعار بسبب عدم استقرار السوق واعتماده على العرض والطلب.
يُذكر أن "البالة" كانت تُشكّل فرصة لإعادة تدوير الملابس بأسعار زهيدة، لكن تحوّلات الأوضاع الاقتصادية والأمنية حوّلتها إلى سلعة تُثقل كاهن الفئات الأكثر احتياجاً، في ظل غياب حلول حكومية تُنظم القطاع أو تدعم القوة الشرائية للمواطنين.